أسقطت قوات الدفاع الجوي الروسية طائرة مسيّرة أوكرانية اخترقت أجواء موسكو، اليوم الجمعة، وفق ما أفاد مسؤولون روس، في أحدث هجوم جوي يستهدف العاصمة الروسية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إنّ أوكرانيا شنت هجومًا قرابة الساعة الرابعة صباحًا، "باستخدام طائرة مسيّرة ضد أهداف في موسكو ومنطقة موسكو".
وأضاف البيان الذي نشر على تطبيق "تيليغرام" أن "الطائرة المسيّرة بعد تعرضها لسلاح قوة الدفاع الجوي غيّرت مسارها وسقطت على مبنى غير سكني في منطقة كراسنوبرسنينسكايا في موسكو".
هجوم قرب الكرملين
من جهته، قال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين على "تيليغرام"، إن خدمات الطوارئ موجودة في الموقع، مشيرًا إلى أن التقارير الأولية أفادت بعدم وقوع إصابات.
وأضاف: "سقط حطام الطائرة المسيّرة في منطقة مركز المعارض (إكسبو سنتر)، دون أن يتسبب ذلك بأضرار كبيرة للمبنى".
ومركز إكسبو هو مبنى يضم مساحة كبيرة تستخدم لإقامة المعارض الضخمة، ويقع على بعد أقل من خمسة كيلومترات من الكرملين.
⚡📽️ Drone attack on Moscow. (ASMR) pic.twitter.com/Sb1kSbIrZ2
— Astraia intel 🇺🇦 (@astraiaintel) August 18, 2023
وذكرت وكالة تاس الحكومية للأنباء نقلًا عن خدمات الطوارئ أن أحد جدران مركز المعارض قد انهار جزئيًا، مشيرة إلى أن "مساحة الجزء الذي انهار تبلغ نحو 30 مترًا مربعًا".
كما نقلت الوكالة نفسها عن هيئة الطيران أن المجال الجوي، حول مطار فنوكوفو الدولي أُغلق لفترة وجيزة، ما أدى إلى تأخر وصول الطائرات ومغادرتها.
إحباط هجوم في القرم
وتزايدت في الأسابيع الماضية الهجمات بالمسيّرات التي تستهدف الأراضي الروسية، أو مناطق تسيطر عليها موسكو، خصوصًا تلك التي تستهدف العاصمة.
ويأتي استهداف العاصمة الروسية، بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع الروسية إحباط سفينتين حربيتين روسيتين لهجوم أوكراني آخر بقارب مسيّر قرب شبه جزيرة القرم مساء أمس الخميس، إذ قال الجيش إن سفينتي الدورية "بتليفي وفاسيلي بيكوف" أطلقتا النار على القارب ودمرتاه.
وأمام هذه التطورات المتصاعدة في حرب المسيّرات بين الطرفين، ومع تصاعد وتيرة استهداف أوكرانيا للعمق للروسي، برز تطور كبير قد يشكل منعطفًا جديدًا في الحرب التي اندلعت بعد هجوم روسي خلال شباط/ فبراير من العام الماضي، ولا سيما في مستوى المساعدات العسكرية المقدمة لأوكرانيا.
إرسال مقاتلات إف-16 الأميركية
وفي هذا السياق، قال مسؤول أميركي أمس الخميس، إن الولايات المتحدة وافقت على إرسال طائرات إف-16 المقاتلة من الدنمارك وهولندا إلى أوكرانيا للدفاع عن نفسها، فور اكتمال تدريب الطيارين، وذلك بعد أن سعت كييف مطولًا وبقوة للحصول على تلك المقاتلات الأميركية الصنع لمساعدتها في مواجهة التفوق الجوي الروسي.
وقال المسؤول إن واشنطن منحت الدنمارك وهولندا تأكيدات رسمية، بأن الولايات المتحدة ستُسرع إجراءات الموافقة على طلبات نقل الطائرات من طراز إف-16 إلى أوكرانيا، عند حصول الطيارين على التدريب.
وطلبت كل من الدنمارك وهولندا تلك التأكيدات في الآونة الأخيرة. وموافقة الولايات المتحدة لازمة لنقل أي طائرات عسكرية من حلفائها إلى أوكرانيا.
وكان من المقرر أن يبدأ تحالف من 11 دولة في تدريب الطيارين الأوكرانيين على تشغيل الطائرات من طراز إف-16 هذا الشهر في الدنمارك. وقال وزير الدفاع الدنماركي بالإنابة ترويلس بولسن خلال يوليو/ تموز إن بلاده تأمل في رؤية "نتائج" التدريب في مطلع 2024.
رسالة بلينكن
وتقود الدنمارك وهولندا العضوان بحلف شمال الأطلسي الجهود الدولية لتدريب الطيارين الأوكرانيين، بالإضافة إلى أطقم الدعم، وصيانة الطائرات، وتمكين أوكرانيا في نهاية المطاف من الحصول على مقاتلات إف-16 لاستخدامها في الحرب مع روسيا.
وقال المسؤول الأميركي إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أرسل خطابين لنظيريه الدنماركي والهولندي، يؤكد لهما أن الولايات المتحدة ستوافق على الطلبات.
وقال بلينكن في خطابه: "أكتب للتعبير عن دعم الولايات المتحدة الكامل لنقل طائرات إف-16 المقاتلة إلى أوكرانيا وتدريب الطيارين الأوكرانيين ليصبحوا مُدَرّبين مؤهلين على الطائرة إف-16".
وأضاف: "يظل من الحيوي أن تكون أوكرانيا قادرة على الدفاع عن نفسها ضد عدوان روسيا المتواصل وانتهاكها سيادتها".
وأوضح بلينكن أن الموافقة على الطلبات ستتيح لأوكرانيا "الاستفادة الكاملة من قدراتها الجديدة، بمجرد اكتمال تدريب أول مجموعة من الطيارين".
ووافق الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو/ أيار الماضي على برنامج لتدريب الطيارين الأوكرانيين قيادة مقاتلات إف-16. وسيجري افتتاح مركز للتدريب في رومانيا إلى جانب تدريبهم في الدنمارك.
