شنت أوكرانيا، اليوم الجمعة، ضربة صاروخية على المقر العام للأسطول الروسي في البحر الأسود والواقع في وسط مدينة سيفاستوبول في القرم ما أدى إلى مقتل جندي.
وكتب الحاكم الذي عيّنته روسيا في المنطقة الإدارية في سيفاستوبول ميخائيل رازفوجايييف على تلغرام: "شن العدو هجومًا صاروخيًا على المقر العام للإسطول".
بدورها، لفتت وزارة الدفاع الروسية في بيان على تلغرام إلى أن "الدفاعات الجوية أسقطت خمسة صواريخ. وأصيب المبنى التاريخي للمقر العام لأسطول البحر الأسود بأضرار جراء الهجوم. بحسب المعلومات المتوافرة، قتل جندي".
صواريخ تستهدف مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود
وأفادت وكالة تاس الرسمية الروسية، بأن عددًا كبيرًا من سيارات الإسعاف توجهت إلى المكان، فيما أظهرت صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مبنى تشتعل فيه النيران.
ونوهت السلطات الروسية عقب الهجوم الأوكراني إلى أنها تخشى وقوع هجوم جديد ودعت السكان إلى توخي الحذر.
وقال رازفوجاييف: "أطلب منكم التزام الهدوء وعدم نشر صور أو مقاطع فيديو" لمكان وقوع الهجوم، حيث تنشط خدمات الطوارئ.
وأضاف في منشور آخر أنه "من المحتمل وقوع هجوم جديد. لا تأتوا إلى وسط المدينة، ابقوا داخل المباني. وبالنسبة لأولئك القريبين من مقر الأسطول، توجهوا إلى الملاجئ في حال سماع صفارات الإنذار".
هجوم إلكتروني
ويتمركز أسطول البحر الأسود الروسي في ميناء سيفاستوبول، وهو أحد مراكز قيادة العمليات الروسية ضد أوكرانيا التي تواجه حربًا شاملة من جارتها روسيا منذ 19 شهرًا، وسط تعذر فرص الحل بين موسكو وكييف على الرغم من دعوات السلام المطروحة.
وتُستهدف شبه جزيرة القرم، وسيفاستوبول خصوصًا، منذ أسابيع عدة بهجمات أوكرانية تنفذها مسيرات جوية وبحرية على سفن وبنى تحتية عسكرية في تحد للدفاعات البحرية والجوية الروسية.
في غضون ذلك، أعلن مسؤول روسي أن القرم تتعرض لهجوم إلكتروني "غير مسبوق" بعد القصف الذي استهدف مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود.
وقال أوليغ كريوتشكو وهو مستشار حاكم القرم المعين من موسكو، على تطبيق تلغرام: "هجوم إلكتروني غير مسبوق ضد مزودي خدمات الإنترنت في شبه جزيرة القرم. نحن بصدد إصلاح انقطاع الإنترنت في شبه الجزيرة"، بدون الإشارة إن كان الهجوم الإلكتروني مرتبطًا بالقصف.
إنتاج مشترك للأسلحة بين أوكرانيا والولايات المتحدة
من جهة أخرى، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، في ختام زيارة للولايات المتحدة، إن أوكرانيا والولايات المتحدة اتفقتا على بدء إنتاج مشترك للأسلحة في خطوة ستمكن كييف من البدء في إنتاج أنظمة دفاع جوي.
وذكر زيلينسكي في خطابه اليومي للأوكرانيين أن الاتفاق طويل الأجل سيوفر فرص عمل وقاعدة صناعية جديدة في أوكرانيا التي عصفت الحرب الروسية باقتصادها.
وفي مقطع فيديو نشر على الموقع الإلكتروني للرئاسة، قال زيلينسكي: "كانت زيارة مهمة جدًا لواشنطن.. نتائجها مهمة للغاية".
وأضاف: "سنعمل معًا حتى تنتج أوكرانيا الأسلحة اللازمة بالتعاون مع الولايات المتحدة. الإنتاج المشترك في (قطاع) الدفاع مع الولايات المتحدة شيء تاريخي".
وتكثف كييف الجهود من أجل تعزيز إنتاج الأسلحة محليًا قدر الإمكان لأن الحرب جعلت الطلب هائلًا على الأسلحة والذخيرة لصد الهجمات الروسية على امتداد خط أمامي طوله ألف كيلومتر.
وأسفرت الضربات الجوية الروسية في أنحاء أوكرانيا عن أضرار واسعة النطاق ومقتل كثيرين.
وأشار زيلينسكي إلى أن وزارة الصناعات الإستراتيجية، التي تشرف على إنتاج الأسلحة في أوكرانيا، وقعت اتفاقات تعاون مع ثلاث هيئات، مما يوحد جهود أكثر من ألفي شركة دفاع أميركية، بشأن احتمالات العمل مستقبلًا في أوكرانيا.
وراح يقول: "نتأهب لإنشاء نظام منظومة دفاعية جديدة مع الولايات المتحدة لإنتاج أسلحة لتعزيز الحرية بشكل أكبر وحماية الأرواح معًا"، لكن دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
وكان الرئيس جو بايدن أعلن أمس الخميس أن أولى دبابات "أبرامز ام 1" الأميركية ستصل أوكرانيا في "الأسبوع المقبل" لتعزيز قدرات كييف في التصدي للقوات الروسية في هجوم مضاد يسير ببطء.
