تشهد غزة اليوم جريمة إنسانية متكاملة وفق نصوص القوانين الدولية. فهناك قتل جماعي وتدمير متعمد وتجويع، وقائمة تطول من المآسي نتجت عن عدوان تزيد مدته عن 230 يومًا.
ويحدث ما يعادل بشاعة هذا الواقع في السودان، البلد الذي يشهد حربًا مستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ عام ونصف تقريبًا. حرب خلفت أزمة نزوح غير مسبوقة، وبات خطر المجاعة وشيكًا في بلد يحتاج نصف سكانه إلى المساعدة.
لكن ما يحدث في السودان لا يجد من يتحدث عنه على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي. وهو ما أشعر ناشطين عربًا بأن العالم يكاد ينسى ما يتعرض له هذا البلد من فقر ومجاعة، وتدهور في الظروف المعيشية، وأزمة لجوء تتكشف مآسيها في مخيمات اللاجئين في تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا.
"صلّوا من أجل السودان"
فقد تَبِعَ انتشار حملة "كلِ العيون على رفح"، ظهور وسم "صلّوا من أجل السودان"، ليأتي ضمن حملة أطلقها مستخدمو منصات التواصل للتضامن مع أهل السودان، وتسليط الضوء على مآسيهم. وتحت شعار "هنا غزة.. هنا السودان! ألم متقارب"، شارك رواد المنصات مقاطع مصورة للتوعية وتوثيق ما يعيشه المدنيون الأبرياء من انتهاكات.
وقد تفاعلت المنصات مع حملة صلّوا من أجل السودان. وتساءل عبده فايد لماذا حين يكتب الشخص تغريدة عن أي شيء تتعدى نصف مليون، وحين يكتب عن مجازر السودان يعزف الناس عنها؟ وأضاف: لماذا يتفق الكثيرون على نسيان السودان؟
السودان قضية منسية
أما الصحفي ماهر شاويش، فيعلق بالقول: "إن التشابه بين إجرام الاحتلال والأنظمة المستبدة يصل حد التطابق تمامًا.. فهو شخصيًا حين يشاهد ويقرأ ويسمع تفاصيل المجازر في غزة خاصة، وفلسطين عامة، يشعر أن الاستبداد والاستعمار يقرآن من نفس كتاب الإجرام سلوكًا وممارسة" حسب تعبيره.
وينتقد مصعب في تغريدته تناسي المؤثرين لقضية السودان ويكتب: "السودان.. القضية المنسية أو المتناساة عمدًا.. أغلب المشاهير مشغولون بأمورهم". ويضيف: "في السودان لدينا مجازر وإبادة جماعية تحدث يوميًا تحت تكتم شديد".
أمّا يوسف الدموكي فكتب: "هنا غزة.. هنا السودان! علم متداخل، وألوان القهر والدم والأمل رغمهما، واحدة، وألوان العيون المتعبة، والوجوه المعذبة، هنا وهناك متوحّدة، ترقب عدوًا ماثلًا أمامها، يحمل معوله، لا ليحرث الأرض، وإنما ليدفن زرّاعها أحياء".