لا يزال التفاؤل بتمديد الهدنة الأممية سيد الموقف في اليمن، باعتباره خطوة أولى نحو اتفاق سلام أوسع يوقف الحرب في البلاد ويضع حدًا للمعاناة الإنسانية.
وفي هذا السياق، دعت الولايات المتحدة الأميركية إلى عقد اتفاق جديد للهدنة في اليمن لفترة أطول.
جاء ذلك خلال اجتماع بالرياض ضم المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ، ودبلوماسيين، وفق ما نقلت السفارة الأميركية في اليمن عن سفيرها ستيفن فاجن.
وقال فاجن، الذي شارك في الاجتماع: إن "الولايات المتحدة كرّرت (خلال الاجتماع) دعمها القوى للجهود الأممية، وأهمية الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة والتي جلبت ارتياحًا ملموسًا للشعب اليمني".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة "دعت الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب الهدنة ودعم اتفاق هدنة جديد لفترة أطول".
ويأتي كشف سفارة واشنطن عن تفاصيل اجتماع الرياض غداة إعلان الخارجية الأميركية، سفر مبعوث بلادها لليمن تيم ليندركينغ، في جولة إلى الرياض وعمّان اعتبارًا من الإثنين، بهدف "مواصلة الجهود لتأمين اتفاقية هدنة أطول بالتنسيق مع غروندبرغ".
ولم يوضح بيان السفارة الأميركية باليمن، ما إذا شارك ليندركينغ في الاجتماع أم لا، ولم يصدر بيان من الخارجية الأميركية بشأن وصول الأخير وجدول زيارته المنتظرة.
والخميس، أعلن غروندبرغ، أنه يجري اتصالات مكثفة لتمديد الهدنة وتوسيع نطاقها.
شروط الحوثيين لتمديد الهدنة الأممية
من جهتهم يتمسك الحوثيون بشروطهم لتمديد الهدنة الأممية، المتمثلة في فتح دائم لمطار صنعاء وميناء الحديدة والالتزام بصرف رواتب الموظفين اليمنيين كافة، موجهين اتهامًا للأمم المتحدة والتحالف الحكومي بعدم التزامهم بسد الفجوة في صرف المرتبات.
ويقول القيادي العسكري في حركة الحوثيين عبد الله الجفري: "ما نشهده اليوم من اختراقات على أرض الواقع وعدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الهدنة هي عراقيل يقوم بها الطرف الآخر".
جماعة الحوثي تتمسك بشروط الفتح الدائم لمطار #صنعاء وميناء الحديدة لتمديد الهدنة الأممية #العربي_اليوم #اليمن تقرير: نبيل اليوسفي pic.twitter.com/iVgIFwUeRo
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 26, 2022
من المستفيد من الهدنة الأممية؟
وفي هذا الإطار، يرى الباحث في مركز واشنطن للدراسات اليمنية سيف المثنى أنّ "المرحلة التي يمر بها اليمن من خلال مساعي تمديد الهدنة الهشة، تأتي في ظل عدم وجود قوى سياسية ناجعة وفي ظل انهيار اقتصادي وشيك".
ويشير في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أن الأمم والمتحدة وواشنطن تريدان أن تجعلا اليمن في حالة جمود وليس إنهاء الحرب، في ظل المتغيرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، موضحًا أن أزمة اليمن أصبحت ورقة مركبة بشأن إحياء الملف النووي الإيراني، وملف أمن الطاقة.
ويبين المثنى أن الهدنة التي يشهدها وشهدها اليمن لا يستفيد منها إلا الحوثيون والسعودية، حيث توقفت الأخيرة عن قصف المنشآت العينية لجماعة الحوثي ومدينة صنعاء، وفُتح مطار صنعاء وأُدخلت مشتقات النفط للجماعة، فيما توقف الحوثيون عن قصف المنشآت النفطية في المملكة العربية، مشيرًا إلى أن المتضرر الوحيد من هذه الهدن هو الشعب اليمني الذي يعيش الخروقات والنزوح.
ومطلع يونيو/حزيران الماضي، وافقت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، على تمديد هدنة إنسانية في البلاد مدة شهرين، بعد انتهاء هدنة سابقة مماثلة بدأت في 2 أبريل/ نيسان الماضي.
ومن أبرز بنود الهدنة السارية حاليًا، وقفُ إطلاق النار وفتحُ ميناء الحُديدة، وإعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، وفتح الطرق في مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ 2015.