الإثنين 7 أكتوبر / October 2024

وثق جرائم الإبادة رغم التهديدات.. استشهاد الصحافي حسن حمد في جباليا

وثق جرائم الإبادة رغم التهديدات.. استشهاد الصحافي حسن حمد في جباليا

شارك القصة

استشهاد الصحافي الفلسطيني حسن حمد
تم استهداف الصحافي الفلسطيني حسن حمد في منزله في مخيم جباليا، أثناء عمله على توثيق التوغل الإسرائيلي في المنطقة
لم يتوقف الصحافي الشهيد حسن حمد عن توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة ونجا في أكثر من مرة من استهدافه.

بعد عام على بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، عادت ذات المشاهد الدموية من شمال القطاع، نظرًا لاستهداف جيش الاحتلال المدنيين والصحافيين والطواقم الطبية في مراكز الإيواء ما أدى إلى مجازر راح ضحيتها 24 شهيدًا وعشرات المصابين.

وكان المصور الصحافي حسن حمد ممن قتلهم جيش الاحتلال بعد استهدافه في مخيم جباليا، أثناء عمله على توثيق التوغل الإسرائيلي في المنطقة، بالرغم من ارتدائه الدرع الصحافي والخوذة الواقية.

وتداول نشطاء مقطع فيديو للصحافي قبل استهدافه، فيما لم يتبق من جسد هذا الشاب سوى أشلاء متناثرة جمعت في كيس ووضعت في الكفن الصغير.

ونشر أشرف مشهراوي صورة تظهر تهديد الاحتلال للشهيد الصحافي بقتله إذا لم يتوقف عن توثيق جرائم الجيش الإسرائيلي، وقال: "حسن نجا سابقًا من عدة استهدافات سابقة له أثناء ممارسة عمله الصحافي، كذلك هُدد من الاحتلال مباشرة سواء من خلال الاتصال به وإرسال الرسائل المباشرة على جواله الشخصي، أو الطلب منه أن يتوقف عن التغطية الصحافية".

"كان يعمل دون توقف"

وأضاف المشهراوي: "نفقد اليوم في ميديا تاون الزميل المتميز الصحافي حسن حمد الذي ارتقت روحه إلى السماء إثر قصف إسرائيلي في مخيم جباليا خلال تغطيته الصحافية، إذ كان حتى الفجر يواصل إرسال المواد والأخبار لنا من دون توقف".

وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع خبر استشهاد الصحافي حسن حمد.

وقال الصحافي ضياء الكحلوت: "الصحفي الشاب حسن حمد أرسل رسالة صوتية لمجموعة صحافيي شمال غزة يتحدث فيها عن حركة آليات بمحيط مخيم جباليا و"أشكال غريبة"، ثم بعد دقائق استهدفته قذائف الاحتلال وأصبح أشلاء. قتله قتلة الأطفال والنساء".

وأوضح عبدالله الرفاعي أن "حسن أسهم بشكل كبير في توثيق جرائم الإبادة منذ بداية العدوان، ونقل بكاميرته الكثير من مجازر الاحتلال، وظل طوال الليلة الماضية وحتى الفجر يوثق القصف الإسرائيلي الهمجي على شمال غزة، ونجا من طلقات الكواد كابتر قبل أن يستشهد".

"ليلة صعبة وقاسية"

من جهته، قال الكاتب يوسف الدموكي: "هذه العلبة في كيس أزرق، التي حجمها أصغر من نصف حجم السترة الصحفية، التي بالكاد تغطي الصدر فقط، ليس فيها ميكرفون المراسل ولا معداته، وإنما تحمل جثمانه كله! حسن حمد، ذلك الصحافي الشاب الوسيم المجتهد، كل ما تبقى منه يسعه ذلك الصندوق، لا أكثر".

والصحافي حسن كان من بين 24 شخصًا قتلهم الاحتلال بعد استهداف مدرسة ومسجد كانوا موجودين فيهما، كذلك وثق ناشطون لحظة استهداف مدرسة ابن رشد التي تؤوي نازحين في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة رغم وجود صحافيين ومسعفين في المكان.

وشهدت منصات التواصل الاجتماعي تداولًا واسعًا لمقطع فيديو يظهر أمهات مكلومات يودعن أفراد عائلاتهن استشهدوا في مجازر الليلة.

وبعد ليلة قاسية وصعبة، ألقى الاحتلال صباحًا منشورات على السكان، تتضمن أوامر تهجير واضحة من شمال القطاع إلى جنوبه بحجة التمهيد لمرحلة جديدة في الحرب، كما وثق نشطاء مشاهد نزوح السكان، في ظل القصف العنيف والقتل العشوائي.

وتفاعل نشطاء وكتاب وصحافيون من شمال قطاع غزة بشكل واسع مؤكدين رفضهم الخروج من شمال القطاع وتهجير الاحتلال لهم نحو الجنوب.

فقال المدون حمزة أبو توهة: "أنا الآن من شمال غزة في مخيم جباليا أحدثك من تحت الموت، فرصة جيدة لك أن تشاهد الموت من خلال عين الضحية، السماء لهيب برتقالي يضيء الدنيا كأنه النهار، الرأس يكاد ينفجر من هول ما يسمع من الانفجارات، القلب يكاد يخرج من مكانه إلى قريب من الحلق فيضيق النفس: "وبلغت القلوب الحناجر".

أمّا الصحافي أحمد حمدان فقال: "صبرت على الجوع عامًا كاملًا، مرت شهور طويلة لم أذق فيها إلا المعلبات وبعض الخبز، نمت في الطرقات، في الأزقة، في المستشفيات، وخسرت بيتي وكل ما أملك، ومع ذلك، مستعد أن أستقبل عامًا جديدًا بنفس الحال، لكن لا أترك شمال غزة".

في حين قال الكاتب والباحث مقداد جميل: "الاحتلال يحاصر جباليا. يحاصرها الآن بعد ليلة دامية، قام فيها بأبشع المجازر والدمار والقتل والإبادة.. يحاصرها بعد دخولها بشكل مفاجئ ومباغتة الناس داخل منازلهم وقتلهم وإعدامهم ميدانيًا. نحن أمام مجزرة جديدة كبيرة وبشعة ومروعة في الساعات القادمة". 

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
Close