الجمعة 20 Sep / September 2024

وسط حديث عن قرب الاتفاق.. مفاوضات "النووي الإيراني" تستأنف في فيينا

وسط حديث عن قرب الاتفاق.. مفاوضات "النووي الإيراني" تستأنف في فيينا

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" حول تمسك إيران برفع العقوبات الأميركية رغم الإعفاءات التي أعادتها واشنطن (الصورة: غيتي)
في ظل الحديث عن أن ملامح اتفاق تلوح في الأفق، تستأنف الجولة الثامنة من المحادثات حول الملف النووي الإيراني في فيينا اليوم الثلاثاء بعد توقفها نهاية الشهر الماضي.

تستأنف المحادثات حول الملف النووي الإيراني اليوم الثلاثاء في فيينا، فيما اعتبرت الولايات المتحدة أن ملامح اتفاق ترتسم في الأفق وأن إبرامه "بات ملحًا".

وجاء الإعلان عن استئناف المحادثات النووية، في وقت طالبت فيه مجموعة مكونة من 33 عضوًا جمهوريًا في مجلس الشيوخ الأميركي بعرض أي اتفاق نووي جديد مع إيران على الكونغرس للتصويت.

ملامح اتفاق في الأفق

من جهته، قال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية: "رغم التقدم المحرز وصلت المحادثات إلى مرحلة حيث بات إبرام اتفاق ملحًا".

وأوضح: "ترتسم ملامح اتفاق في الأفق، يتناول المخاوف الأساسية لجميع الأطراف، لكن إذا لم يُبرم في الأسابيع المقبلة، فإنّ التقدّم النووي الإيراني المستمرّ سيجعل عودتنا إلى خطة العمل الشاملة (الاتفاق الإطاري الذي أبرم عام 2015) مستحيلة".

وفي وقت سابق الإثنين جاء في بيان مقتضب للاتحاد الأوروبي المكلف تنسيق هذه الجهود الدبلوماسية الحساسة جدًا، أن الأطراف المعنيين "سيواصلون المحادثات" الثلاثاء في العاصمة النمساوية.

وكان المفاوضون افترقوا نهاية يناير/ كانون الثاني على دعوة إلى اتخاذ "قرارات سياسية" بعد "التقدم" المحرز خلال مطلع السنة والذي سمح بالخروج من طريق مسدود متواصل منذ فترة طويلة.

كما أعلنت إيران أمس أن وفدها إلى مباحثات فيينا سيعود الثلاثاء، مؤكدة أن نجاح التفاوض مرهون بإجابات سيحملها الوفد الأميركي.

"على بُعد خمس دقائق"

وكانت الولايات المتحدة حذّرت الأسبوع الماضي من أن الوقت المتاح لا يتعدى "أسابيع قليلة جدًا" متمنية مجددًا مباحثات "مباشرة" للتوصل إلى تسوية "في الأمتار الأخيرة".

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية الإثنين: "نعتبر منذ فترة طويلة أن من المجدي أكثر التحدث مباشرة إلى إيران، لكن المباحثات ستبقى غير مباشرة بطلب من إيران".

وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "واشنطن بوست" ونشرت الإثنين في موقعها الإلكتروني تحدّث المستشار الألماني أولاف شولتس عن "لحظة حاسمة".

وقال شولتس: "لقد وجّهنا رسالة واضحة إلى إيران مفادها أنّ الوقت حان لاتخّاذ القرارات وليس المماطلة"، معربًا عن أمله بأن "يتلقّف الإيرانيون هذه الفرصة".

من جهتها، رأت روسيا أن المفاوضات باتت في "المرحلة الأخيرة". وقال المفاوض الروسي ميخائيل إليانوف في مقابلة نشرتها الإثنين صحيفة "كومرسانت" الروسية "نحن على بعد خمس دقائق من خط النهاية".

وأضاف: "وضعت مسودة الوثيقة النهائية. ثمة نقاط عدة عالقة تحتاج إلى عمل أكثر، لكن الوثيقة باتت على الطاولة".

"جيدة" لكنها لا تزال "غير كافية"

والجمعة، بادرت واشنطن إلى إعادة العمل بإعفاءات ترتبط بالبرنامج النووي المدني للجمهورية الإسلامية، وهي خطوة ضرورية للعودة إلى اتفاق عام 2015 النووي.

ويسمح الإعفاء للدول والشركات الأخرى المشاركة في البرنامج النووي المدني الإيراني دون فرض عقوبات أميركية عليها، في إطار تعزيز الأمان وعدم انتشار الأسلحة النووية.

وقالت الخارجية الأميركية: إنّ من شأن هذا القرار "تسهيل المفاوضات الفنية الضرورية في الأسابيع الأخيرة من المفاوضات"، لكن "لا يتعلق الأمر بتنازل حيال إيران".

والسبت، اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن الإجراءات الأميركية بشأن رفع العقوبات "جيدة" لكنها لا تزال "غير كافية".

جمهوريون يطالبون بعرض الاتفاق على الكونغرس

وأخطرت مجموعة من 33 عضوًا جمهوريًا بمجلس الشيوخ الأميركي الرئيس جو بايدن يوم الإثنين بأنهم سيعملون على إعاقة أي اتفاق نووي جديد مع إيران إذا لم تسمح حكومته للكونغرس بمراجعة شروطه والتصويت عليها.

وفي رسالة إلى بايدن بتاريخ يوم الإثنين، أبلغ أعضاء مجلس الشيوخ بقيادة تيد كروز المعارض منذ وقت طويل للاتفاق النووي، بأنهم سيستخدمون "النطاق الكامل من الخيارات والنفوذ المتاح لهم" لضمان التزام حكومته بالقوانين الأميركية التي تحكم أي اتفاق جديد مع إيران.

وأبلغ كروز وغيره من كبار الأعضاء الجمهوريين بمجلس الشيوخ الرئيس بايدن بأن تنفيذ أي اتفاق جديد "ستتم إعاقته بشكل كبير إن لم يكن بصورة نهائية" إذا لم يف بالالتزامات القانونية التي تهدف إلى ضمان إشراف الكونغرس على التعديلات أو التغييرات التي طرأت على الاتفاق النووي.

ولم يقدم أعضاء الكونغرس أي تفاصيل حول خططهم، لكن الجمهوريين عادة ما استخدموا أساليب متنوعة لإبطاء تشريعات أخرى أو تعليق مرشحي بايدن لمناصب مختلفة بما في ذلك الكثير من مناصب السفراء.

وينقسم مجلس الشيوخ إلى 50 مقعدًا للجمهوريين و50 مقعدًا للديمقراطيين لكن كامالا هاريس نائبة الرئيس وهي من الحزب الديمقراطي تمتلك الصوت الحاسم في أي تعادل بين الجمهوريين والديمقراطيين لذا فإن السيطرة على المجلس لصالح الديمقراطيين. لكن الديمقراطيين قد يفقدون السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب في انتخابات التجديد النصفي المقررة في وقت لاحق من هذ العام.

ويقول أعضاء مجلس الشيوخ إن أي اتفاق نووي مع إيران سيعد بمثابة معاهدة تتطلب مشورة وموافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ.

وأضافوا أن أي اتفاق لا يرقى إلى مستوى معاهدة تحظى بتصديق مجلس الشيوخ "من المرجح أن يتم التخلي عنه في الأيام الأولى للإدارة الرئاسية المقبلة" مع توقع فوز الجمهوريين في السباق الرئاسي لعام 2024.

مباحثات الملف النووي

وتخوض إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق بشأن برنامجها النووي (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا والصين)، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا بهدف إحياء اتفاق عام 2015 الذي انسحبت واشنطن أحاديًا منه عام 2018.

وتهدف المباحثات بعنوانها العريض لإعادة الولايات المتحدة إلى متن الاتفاق ورفع عقوبات فرضتها على إيران بعد انسحابها منه، في مقابل عودة الأخيرة لاحترام التزامها النووية التي بدأت تدريجًا التراجع عن غالبيتها بعد خروج واشنطن من الاتفاق، واسمه الرسمي "خطة العمل الشاملة المشتركة".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close