حذّرت منظمة أطباء بلا حدود اليوم الثلاثاء من أن محدودية الوصول إلى المياه النظيفة شمالي سوريا تفاقم انتشار الأمراض، كما تعيق إجراءات النظافة الأساسية، في ظل ارتفاع وتيرة الإصابات بفيروس كورونا.
وأكدت المنظمة في بيان لها أن الناس يواجهون "وضعًا مزريًا شمالي سوريا، حيث وصلت محدوديّة الوصول إلى المياه النظيفة خلال الأشهر القليلة الماضية إلى مستويات خطيرة".
وأوضح مسؤول التوعية الصحيّة في المنظمة شمال غربي سوريا إبراهيم مغلاج أنهم يواجهون بانتظام الآثار الصحيّة الناجمة عن نوعية المياه الرديئة، والتي غالبًا ما تجلب الأمراض المنقولة بالمياه وغيرها من المشاكل الصحيّة إلى المخيمات، مثل الإسهال والتهاب الكبد والقوباء والجرب والعديد من الأمراض الأخرى.
وسجل شمال غربي سوريا "زيادة مقلقة" بحالات فيروس كورونا، إذ نقلت الفرق المختصة في الدفاع المدني السوري، أمس الإثنين، 14 حالة وفاة بينهم 5 نساء من المشافي الخاصة بفيروس كورونا شمال غربي سوريا ودفنتها وفق الإجراءات الاحترازية، كما نقلت 45 مصابًا، إلى مراكز ومشافي العزل، مع استمرار عمليات التطهير للمرافق العامة وتوعية المدنيين.
وذكّرت المنظمة السورية المدنيين بضرورة أخذ اللقاح واتباع إرشادات الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، وارتداء الكمامة وتحقيق التباعد الاجتماعي وتعقيم اليدين باستمرار.
وفاقم نقص التمويل الوضع سوءًا، إذ تشكّل أنشطة تقديم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحيّة حاليًا 4% فقط من ميزانيّة الاستجابة الإنسانيّة بأكملها في جميع أنحاء سوريا، وفق المنظمة، وهو أقل من ثلث ما تمّ إنفاقه العام الماضي، على الأنشطة ذاتها.
ومع وقف العديد من المنظمات أنشطة نقل المياه بالشاحنات في العديد من المخيمات، تأثرت مناطق بشدة بينها منطقة دير حسّان في ريف إدلب الشمالي، حيث زادت الأمراض المنقولة بالمياه بنسبة 47% بين شهري مايو/ أيار، ويونيو/ حزيران 2021، وفق ما ذكرت المنسّقة الطبيّة للمنظمة تيريزا غراسيفا.
ولاحظت المنظمة في يوليو/ تموز الماضي، ارتفاعًا في حالات الإسهال في أكثر من 30 مخيمًا في محافظة إدلب.
عجز في سد جميع الفجوات
بدوره شدّد المنسق الميداني لمنظمة أطباء بلا حدود بنجامين موتيسو، على ازدياد فجوات التمويل، منوهًا إلى أن منظمة أطباء بلا حدود وغيرها من المنظمات لا تستطيع "سد جميع الفجوات"، وفق قوله.
ولفت إلى أن صحة الناس في خطر، ولا يمكنهم البقاء على قيد الحياة في حال عدم قدرتهم على الوصول إلى احتياجاتهم الأساسية.
ودعا المنسق الميداني الجهات المانحة إلى الإسراع في تخصيص الأموال وضمان استمراريّة أنشطة توفير المياه والصرف الصحي الضرورية لبقاء الناس شمالي سوريا.
ولم يبق سكان شمال شرقي سوريا بمنأى عن الأمراض المنقولة بالمياه، فضلًا عن زيادة انعدام الأمن الغذائي.
وأفاد مركز رعاية صحيّة أوليّة تدعمه المنظمة في الرقة عن أنّ عدد حالات الإسهال في أيار/ مايو كان أعلى بنسبة 50% مقارنة بالشهر ذاته في العام الماضي.
كما تأثر سكان شمال شرقي سوريا بالانخفاض الحاد في حجم المياه المتدفقة في نهر الفرات، وهو أهم مصدر للمياه في المنطقة.