الإثنين 16 Sep / September 2024

"يونيسف" تحذر من تسرب الشباب المدرسي للانخراط في العمل بلبنان

"يونيسف" تحذر من تسرب الشباب المدرسي للانخراط في العمل بلبنان

شارك القصة

فقرة عرضت في سبتمبر الماضي حول معاناة قطاع التعليم في لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية (الصورة: غيتي)
أفاد تقرير لليونيسيف أن نسبة الالتحاق بالتعليم في لبنان انخفضت من 60% عام 2021 إلى 43% في السنة الدراسية الحالية.

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من ارتفاع معدل انخراط الشباب اللبناني في "عمالة غير رسمية" وتركهم التعليم، في سبيل البقاء على قيد الحياة.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدته إيتي هيغينز ممثلة المنظمة في لبنان، عرضت خلاله نتائج تقرير أعدته "يونيسف" تحت عنوان "البحث عن الأمل"، ونقلت نصه عبر موقعها الإلكتروني.

وذكرت هيغينز أن "الأزمة في لبنان تجبر الشباب والشابات، على ترك التعليم والانخراط في عمالة غير رسمية والقبول بأجور متدنية في سبيل البقاء على قيد الحياة ومساعدة أسرهم على مواجهة التحديات المتزايدة".

انخفاض الإنفاق على التعليم

وبحسب المسؤولة الأممية، فإن 4 من كل 10 شبان وشابات في لبنان تقريبًا خفضوا الإنفاق على التعليم من أجل شراء المستلزمات الأساسية من غذاء ودواء ومواد أساسية أخرى، وانقطع 3 من كل 10 عن التعليم كليًا.

وانخفضت نسبة الالتحاق بالمؤسسات التعليمية من 60% عامي 2020 و2021 إلى 43% في السنة الدراسية الحالية، وفق تقرير "يونيسف".

وأوضحت هيغينز أن "انقطاع الشباب والشابات عن التعلم يمكن أن يؤدي إلى آثار كبيرة على مستقبلهم التعليمي وتداعيات خطيرة على النمو المستقبلي والتماسك الاجتماعي في لبنان".

وفي ظل الأزمات التي تدفع كثير من الشباب والشابات إلى ترك التعليم، فإنه غالبا ما يجد هؤلاء أنفسهم غير مهيئين للمنافسة على الوظائف القليلة المتاحة، وقد ينتهي بهم الأمر، في أحيانٍ كثيرة، إلى القبول بأجر منخفض في قطاع غير نظامي، حسب التقرير.

وبحسب تقرير "اليونيسف"، يبلغ متوسط دخل الشباب والشابات العاملين الشهري 1,600,000 ليرة لبنانية، وهو ما يعادل 64 دولارًا أميركيًا تقريبًا، حسب سعر السوق السوداء الموازية.

التكيّف السلبي

كما أدّت الأزمة اللبنانية إلى زيادة آليات التكّيف السلبية الأخرى في موازاة خفض تكاليف التعليم، بحسب "اليونيسيف". ويعتمد 13% من العائلات إستراتيجية تكيّف تتمثل بإرسال أطفالها، ما دون سن 18 عامًا، إلى العمل، وهذه النسبة قد ترتفع أكثر إذا ما تفاقم الوضع.

كما خفّض واحد من كل شابين اثنين تقريبًا النفقات الصحيّة، وتلقى 6 من كل 10 شباب فقط الرعاية الصحيّة الأولية عندما احتاجوا إليها. 

ويعاني لبنان منذ أكثر من عامين أزمة اقتصادية حادة صنفها البنك الدولي واحدة من أشد 3 أزمات شهدها العالم، حيث أدت إلى انهيار مالي ومعيشي، وشح في الأدوية والوقود وسلع أساسية أخرى.

وفي مارس/ آذار 2021، قالت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "إسكوا" إن 74% من اللبنانيين يعانون الفقر.

واقع متأزم

ويحتل قطاع التعليم في لبنان المرتبة العاشرة عالميًا في تقرير التنافسية الصادر عن منتدى الاقتصاد العالمي، لكن العديد من المعلمين فروا من البلاد مع تفاقم أزمتها المالية، فيما تهاجر العائلات التي ترغب في تعليم أبنائها في ظروف أفضل.

وطرأت تحديات جديدة على القطاع التعليمي تتعلق بارتفاع الأقساط نتيجة استيراد المدارس للمستلزمات الدراسية من خارج البلاد تزامنًا مع انهيار الليرة أمام الدولار الأميركي.

ومن الصعوبات الجسيمة عدم قدرة الطلاب والمعلمين على الوصول إلى المدارس نتيجة الأزمة المستفحلة في قطاع المحروقات وارتفاع أسعارها بشكل جنوني.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close