الجمعة 20 Sep / September 2024

مجلس الأمن يعقد جلسة حول أوكرانيا وسط تلويح بعقوبات جديدة على موسكو

مجلس الأمن يعقد جلسة حول أوكرانيا وسط تلويح بعقوبات جديدة على موسكو

شارك القصة

تقرير وفقرة تحليلية حول مستجدات الصراع في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
لوّحت الولايات المتحدة وبريطانيا بفرض عقوبات جديدة على روسيا وأعلنت لندن أنّها تُريد استهداف المصالح الروسيّة "التي تهمّ الكرملين مباشرةً".

يعقد مجلس الأمن الدولي  اليوم الإثنين جلسة بشأن الأزمة الأوكرانية بناء على طلب الولايات المتحدة، التي تكثف مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي جهودها لثني موسكو عن غزو أوكرانيا، في وقت تستعد واشنطن لفرض عقوبات جديدة على روسيا.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد قبل أيام: "إن أكثر من 100 ألف جندي روسي منتشرون على الحدود الأوكرانية وروسيا تشارك في أعمال أخرى مزعزعة للاستقرار تستهدف أوكرانيا، ما يشكل تهديدًا واضحًا للسلم والأمن الدوليين ولميثاق الأمم المتحدة". 

وحيال التهديد بحصول غزو، دعت كييف الأحد موسكو إلى سحب قوّاتها المحتشدة على طول الحدود بين البلدين ومواصلة الحوار مع الغربيّين إذا كانت ترغب "جدّيًا" بوقف تصعيد التوتّر.

عقوبات جديدة

من جهتهما، لوّحت الولايات المتحدة وبريطانيا الأحد بفرض عقوبات جديدة على روسيا. وأعلنت لندن التي كثّفت إصدار مواقفها لمحاولة زيادة الضغط على موسكو، الأحد، أنّها تُريد استهداف المصالح الروسيّة "التي تهمّ الكرملين مباشرةً". 

أما في واشنطن، فأعلن سناتوران ديمقراطي وجمهوري أنّ الكونغرس على وشك الاتّفاق على مشروع قانون ينصّ على فرض عقوبات اقتصاديّة جديدة ضدّ روسيا.

ومن بين العقوبات المحتملة، تُفكّر بريطانيا والولايات المتحدة بأن تستهدفا بعقوباتهما أنبوب الغاز الإستراتيجي "نورد ستريم 2" الرابط بين روسيا وألمانيا بالإضافة إلى استهداف إمكانية إجراء الروس لتحويلات مالية بالدولار.

وفي مواجهة هذه التهديدات، طالبت موسكو واشنطن بالتعامل معها على قدم المساواة. وقال وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف: "نرغب في علاقات جيّدة قائمة على المساواة والاحترام المتبادل مع الولايات المتحدة، كما هي الحال مع كل بلد آخر في العالم". 

وأضاف أنّ موسكو لا تريد أن تكون في وضع "يتعرّض فيه أمننا للتهديد يوميًا" كما سيكون الوضع في حال ضمّ أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي.

وقال لافروف: "إن هناك سعيًا دؤوبًا لضم كييف إلى حلف شمال الأطلسي، بينما هي ليست جاهزة ولا تفيد أمن الحلف في شيء".

الموقف الروسي الحاسم إعلاميًا والمكثف في التحشيد عسكريًا يواجه بضغط غربي متصاعد، ولاسيما من بريطانيا، حيث اعتبرت وزيرة خارجيتها ليز تراس أن حملة موسكو ضد كييف تقوّض أساس الأمن الأوروبي ذاته، "وبالتالي من الأهمية بمكان أن نواجه التهديد الواضح والحاضر الذي تشكله روسيا". وقالت: "إن هذا النشاط الخبيث يتجاوز حدود أوكرانيا".

مساعي روسية لتطيير جلسة مجلس الأمن

ويُحتمل أن تحاول روسيا اليوم الإثنين منع أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر من عقد الاجتماع، "لكنّ مجلس الأمن موحد. أصواتنا متحدة في مطالبة الروس بشرح موقفهم"، بحسب تصريح للسفيرة الأميركية في الأمم المتحدة الأحد.

وأضافت: "سندخل الغرفة مستعدين للاستماع إليهم، لكن دعايتهم لن تشتت انتباهنا. وسنكون مستعدين للرد على أي معلومات مضللة يحاولون نشرها خلال هذا الاجتماع".

وتُتّهم روسيا منذ نهاية 2021 بحشد ما يصل إلى مئة ألف جندي على الحدود الأوكرانية بهدف شنّ هجوم. لكنّ موسكو تنفي أيّ مخطط من هذا القبيل، مطالبةً في الوقت نفسه بضمانات خطّية لأمنها، بينها رفض انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي ووقف توسّع الحلف شرقًا.

ورفضت الولايات المتحدة هذا الأسبوع الطلب، في ردّ خطّي إلى موسكو. وقال الكرملين: "إنّه يفكّر في ردّه".

توتر في حوض دونباس

وتخيف الحرب مدن وبلدات حوض دونباس الأوكراني، حيث يسمع صوت القذائف التي يتبادلها الجيش الأوكراني والانفصاليون الموالون لروسيا على خط وقف إطلاق النار المزروع بالألغام على الجانبين.

واعتبر رئيس معهد السياسات الإقليمية لدونباس أنريك مينانديز أن الصراع مستعصي أمام الحلول المتوفرة.

وقال في حديث إلى "العربي": "روسيا تسعى لإعاقة انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وكذلك يفعل الانفصاليون".

وقد باتت كراماتورسك عاصمة مؤقتة لإقليم دونيتسك عوضًا عن دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون، وحوّلوها إلى عاصمة دولتهم المعلنة من جانب واحد جمهورية دونيتسك الشعبية.

ويروي العائدون من هناك مشاهداتهم عن دعم عسكري يصل إلى الانفصاليين مباشرة من الأراضي الروسية، فالحرب أصبحت شرًا لا بد منه، وتنتظر من يُطلق الشرارة الأولى.

فإن لم يقع غزو روسي كما تحذّر الولايات المتحدة، فالانفصاليون يجهزون عتادهم لاستكمال السيطرة على مدن وبلدات حوض دونباس الذي تريده روسيا حزامًا يفصل بينها وبين أوكرانيا الساعية للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

ففي الماضي، كانت كراماتورسك ساحة لمعارك جرت بين الروس والألمان، وإن اندلعت الحرب هذه المرة ستكون بين الجيشين الروسي والأوكراني، أو بين أوكرانيين تسلحهم واشنطن وآخرين سلاحهم وولاءهم لروسيا.

تباين في إستراتيجية المواجهة

واعتبر أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة ليل يونس بلفلاح أن هناك تباين في الإستراتيجية يبن الدول المعنية في الصراع بأوكرانيا، "فالطرف الروسي يسعى للحصول على رهانات داخلية من هذه الأزمة، حيث سيكون هناك تداعيات لوجود نظام ديمقراطي وحر في أوكرانيا على المستوى الشعبي بالنسبة للجانب الروسي".

كما لفت بلفلاح إلى طموح توسيعية روسية في تلك المنطقة، واصفًا الموقف الأوروبي من الأزمة بالأكثر عقلانية حيث لا يريد أن يكون هناك حالة من الصدامية مع الطرف الروسي باعتباره فاعل في الجيوسياسة وفاعل متهور من خلال قدرته على خلق صراعات.

وقال في حديث إلى "العربي" من باريس: "قد لا تكون هناك حرب مباشرة مع أوكرانيا، لكن قد يكون هناك استهداف على المستوى السيبراني أو عمليات منفردة داخل كييف أو المناطق الحدودية أو استعمال المرتزقة الروس في بعض العمليات النوعية".

واعتبر أن الغاز حاليًا هو سلاح جيوسياسي تستعمله روسيا، حيث أن 40% من استهلاك الغاز في ألمانيا وإيطاليا تأتي من روسيا.

وأشار إلى أن سياسة العقوبات على روسيا لم تفض إلى نتائج في الفترة السابق، وقال: "ستؤدي إلى زيادة التوحش الروسي الذي قد تدفع ثمنه الدول الأوروبية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close