الجمعة 20 Sep / September 2024

تركيا تعلن استمرار المساعي الدبلوماسية.. موسكو: لن نستخدم أسلحة نووية

تركيا تعلن استمرار المساعي الدبلوماسية.. موسكو: لن نستخدم أسلحة نووية

شارك القصة

نافذة تلقي الضوء على استمرار القصف الروسي ضد المدن الأوكرانية (الصورة: غيتي)
وثقت لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني، مقتل عشرة أشخاص في مناطق متفرقة من البلاد، خلال الـ24 ساعة الماضية، باستهداف القوات الروسية لهم بأشكال متعددة.

مرّ 27 يومًا على بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، حيث تستمر المعارك على أكثر من جبهة، مع استمرار إطباق القوات الروسية الخناق على العاصمة كييف.

ولا تزال التحركات الدبلوماسية جارية في محاولة لإيجاد حل ينهي هذه الحرب، مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مواصلة المحاولات لعقد اجتماع بين الرئيسين الأوكراني والروسي.

كما أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحدث مرة أخرى لمدة ساعة الثلاثاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ودعاه إلى وقف إطلاق النار من دون أن يتوصل إلى اتفاق معه بهذا الشأن.

المكالمة الهاتفية الثامنة

وفي مكالمته الهاتفية الثامنة مع بوتين منذ بدء الهجوم على أوكرانيا، قالت الرئاسة الفرنسية: "لم يتم التوصل إلى اتفاق حاليًا لكن الرئيس ماكرون ما زال مقتنعًا بضرورة مواصلة جهوده".

وأضافت: "لا يوجد مخرج آخر غير وقف إطلاق النار وإجراء روسيا مفاوضات بحسن نية مع أوكرانيا. رئيس الجمهورية يقف إلى جانب أوكرانيا".

واكتفى الكرملين من جانبه بالإشارة إلى أن هذه المكالمة جرت "بمبادرة من الجانب الفرنسي"، وركزت على "الوضع في أوكرانيا، بما في ذلك المفاوضات الجارية" بين الممثلين الروس والأوكرانيين.

وكان الرئيس الفرنسي قد أعرب خلال محادثتهما السابقة في 18 مارس/ آذار الجاري عن "قلقه البالغ" بشأن الأوضاع في ماريوبول التي تتعرض للقصف ودعا إلى "رفع الحصار" عنها.

كما ندد ماكرون الثلاثاء في فيديو أمام المنتدى الإنساني الأوروبي في بروكسل باستخدام روسيا "أسلحة متفجرة في مناطق مكتظة بالسكان"، معتبرًا أن "كل شيء في العدوان الروسي على أوكرانيا غير مقبول".

كما اتصل الرئيس الفرنسي الثلاثاء بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي سيخاطب عبر الفيديو بعد ظهر الأربعاء النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الفرنسيين بعد أن خاطب في الأيام الأخيرة الإيطاليين والأميركيين والكنديين والبريطانيين والألمان والإسرائيليين.

لن تستخدم سلاحًا نوويًا

في السياق نفسه، أكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لشبكة "سي إن إن" الثلاثاء، أن روسيا لن تستخدم السلاح النووي في سياق الحرب مع أوكرانيا إلا إذا واجهت "تهديدًا وجوديًا".

وأضاف بيسكوف: "لدينا مفهوم للأمن الداخلي، وهو علني. يمكنكم قراءة كل الأسباب التي تدفع إلى استخدام الأسلحة النووية. لذلك إذا كان هناك تهديد وجودي لبلدنا، فيمكن استخدامها وفقا لمفهومنا".

ويواجه الجيش الروسي مقاومة غير متوقعة من القوات الأوكرانية منذ اندلاع الحرب في 24 شباط/فبراير.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن الجيش الأوكراني الذي ما زال يسيطر على المدن الرئيسية، في وضع سمح له في الأيام الأخيرة بتنفيذ بعض الهجمات المضادة التي مكنته في الجنوب على وجه الخصوص من التقدم على حساب القوات الروسية.

لا شحنات صينية إلى روسيا

من جهة أخرى، أعلن مسؤول أميركي رفيع الثلاثاء أن الولايات المتحدة لم تر حتى الآن دليلًا على أي شحنات أسلحة من الصين إلى حليفتها روسيا في الأيام الأخيرة.

وسبق أن أثارت واشنطن مخاوف بشأن لجوء بكين إلى مساعدة موسكو مع احتدام النزاع الدامي في أوكرانيا.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان: "لم نر أي تزويد بمعدات عسكرية من قبل الصين إلى روسيا. لكن بالطبع هذا أمر نقوم بمراقبته عن كثب".

وحذّر الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الصيني شي جينبينغ خلال مكالمة الجمعة استمرت نحو ساعتين من "عواقب" ستواجهها الصين في حال ساعدت جارتها روسيا في حربها.

وأضاف سوليفان: "سنواصل المراقبة، وقد أبلغ الرئيس بوضوح الرئيس الصيني بشأن تداعيات وعواقب أي تزويد من هذا القبيل للمعدات، وهما يفهمان بعضهما البعض بشكل جيد".

وأشار سوليفان إلى أن بايدن يستعد للتوجه إلى أوروبا حيث سيلتقي بزعماء من الاتحاد الأوروبي وحلفاء في حلف شمال الأطلسي الخميس، و"سيتشاور بالتأكيد خلال وجوده في بروكسل حول مسألة مشاركة الصين المحتملة في النزاع في أوكرانيا".

وأشار سوليفان إلى أن الإعلان لن يركز فقط على خطوات جديدة "ولكن على ضمان بذل جهود مشتركة لقمع التهرب من العقوبات" المفروضة على موسكو.

أزمة جوع في العالم

إنسانيًا، جدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الثلاثاء، تحذيره من حدوث "أزمة جوع عالمية" جراء الهجوم العسكري.

وقال غوتيريش، في تصريحات لصحافيين: "قبل شهر، شنّ الاتحاد الروسي غزوًا واسع النطاق لأوكرانيا في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة، وذلك بعد شهور من حشد قوات عسكرية ساحقة على طول الحدود الأوكرانية".

وحذر وزير الزراعة الفرنسي جوليان دينورماندي، أمس الإثنين، من أزمة غذاء "على الصعيد العالمي" على خلفية الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لا سيما أن البلدين من أكبر منتجي المحاصيل في العالم.

وسبق أن أكد مسؤول في برنامج الأغذية العالمي، أن سلاسل الإمدادات الغذائية في أوكرانيا آخذة في الانهيار، مع تدمير البنية التحتية الرئيسية مثل الجسور والقطارات بالقنابل، كما بات الكثير من متاجر البقالة والمستودعات خالية من السلع.

كما كشف وزير المالية في كييف، بأن الهجوم الروسي على بلاده تسبّب في تعطيل 30% من الاقتصاد الأوكراني، بينما نبّه المستشار الرئاسي من أن بلاده قد لا تنتج محاصيل كافية للتصدير إذا تعطلت الزراعة هذا العام بسبب الهجوم.

استهداف عائلة في أوكرانيا

ميدانيًا، وثقت لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني، مقتل عشرة أشخاص في مناطق متفرقة من البلاد، خلال الـ24 ساعة الماضية، باستهداف القوات الروسية لهم بأشكال متعددة.

وأكدت ليودميلا دينيسوفا المكلّفة بشؤون حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني على قناتها على تطبيق تلغرام، أن خمسة مدنيين قُتلوا وجرح 19 آخرون، مساء الإثنين، في مدينة أفدييفكا المحاذية لدونيتسك في شرق أوكرانيا، بعد أن استُهدفت المدينة بنيران المدفعية وبقصف جوّي روسي، ما تسبب في تدمير البلدة بشكل كامل.

وتقع أفدييفكا التي تعدّ في الأوقات العادية 30 ألف نسمة، في الضاحية الشمالية الغربية لمنطقة دونيتسك المركز الصناعي في شرق أوكرانيا الذي يسيطر عليه منذ 2014 الانفصاليون الموالون لروسيا والمدعومون من موسكو.

أما في ليسيتشانسك على بعد 150 كلم شمال شرق دونيتسك، فقد قُتل شخصان وجُرح ثلاثة آخرون وجرى إنقاذ ثمانية من تحت الأنقاض إثر ضربة روسية، وفق قول دينيسوفا.

وفي منشور على تلغرام، أعلنت دينيسوفا في وقت لاحق أن دبابة روسية أطلقت النار على سيارة تقلّ عائلة تضمّ طفلين في منطقة خاركيف شرق أوكرانيا.

وهتفت العائلة بأنها مدنية ولوّحت بعلم أبيض، إلا أن كل ذلك كان بدون جدوى، وفق قولها. وأضافت أن الوالدين وطفلتهما البالغة تسعة أعوام توفّوا وجُرح فتى يبلغ 17 عامًا.

وناشدت أوكرانيا روسيا مجددًا، اليوم الثلاثاء، السماح بدخول الإمدادات الإنسانية إلى مدينة ماريوبول الجنوبية المحاصرة وبمغادرة المدنيين، فيما نصحت بلدية بوريسبيل السكان بمغادرة المدينة بسبب القتال الدائر.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close