الخميس 19 Sep / September 2024

بورودينكا.. مصحة عقلية شاهدة على أهوال الهجوم الروسي

بورودينكا.. مصحة عقلية شاهدة على أهوال الهجوم الروسي

شارك القصة

تقرير يرصد آثار الدمار والضحايا خلال أكثر من 50 يومًا على الحرب الروسية في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
في أكثر من 12 مقابلة أُجريت في بورودينكا وبلدات أخرى في المناطق المنكوبة حول كييف، وصف السكان الجنود الروس بأنهم متوحشون وساديون وغير منضبطين.

منذ أسبوع، انسحبت القوات الروسية من مدينة بورودينكا الواقعة على بعد 50 ميلًا شمالي غرب كييف بعد أن تحوّلت إلى مدينة أشباح تقريبًا، مع تحوّل المباني إلى حطام.

 ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية شهادة مروعة من مستشفى للأمراض العقلية في بورودينكا، لتكون شاهدة على أهوال الهجوم الروسي في المناطق المحيطة بكييف.

"اعتقدنا أنهم سيعدموننا"

في 5 مارس/ آذار الماضي، اقتحمت مجموعة من الجنود الشيشان بوابة المصحة، وقفزوا من سيارات الجيب الخاصة بهم، وأمروا 500 مريض وموظف من دار الرعاية الخاصة بالدخول إلى الفناء، تحت تهديد السلاح.

وقالت مديرة المصحة مارينا هانيتسكا: "اعتقدنا أنهم سيعدموننا"، مضيفة: "الجنود أخرجوا كاميرا، وطالبوا بأن يبتسم الجميع بينما كان معظم المرضى يبكون. قالوا: نأمرك أن تقولي للكاميرا شكرًا لك، فلاديمير بوتين".

ومع وجود عدة بنادق موجّهة إلى وجهها، قالت: "شكرًا لك على عدم قتلنا". ثم فقدت الوعي.

وفي أكثر من 12 مقابلة أُجريت في بورودينكا وبلدات أخرى في المناطق المنكوبة حول كييف، وصف السكان الجنود الروس بأنهم متوحشون وساديون وغير منضبطين.

وقالت الصحيفة إنه "لا يمكن التحقّق من رواياتهم بشكل مستقلّ، لكنها كانت متسقة مع التقارير الأخرى والأدلة المرئية حول السلوك الروسي في المنطقة".

واستمرّ الحصار للمصحة العقلية لأسابيع، فقد خلالها المبنى الحرارة والماء والكهرباء، وتوفي أكثر من عشرة مرضى.

وقالت الصحيفة إن "الاحتلال الروسي كان قصيرًا، ولكنه مروّع".

سرقات ورسائل بذيئة

وأوضح المسؤولون في منشأة المصحة العقلية في بورودينكا أن الجنود الروس سرقوا الكحول من صيدليتهم. بينما قال العاملون إنهم رأوا الجنود الروس يكتبون رسائل بذيئة على الجدران مستخدمين فضلات بشرية.

وقالت هانيتسكا: "تقيأت عندما رأيت ذلك. لا أفهم كيف تربوا، ومن يستطيع القيام بذلك".

وفي أماكن أخرى، قال سكان إن الجنود الروس سرقوا أغطية الأسرة والأحذية الرياضية، وشوّهوا العديد من المنازل التي استولوا عليها بكتابات طفولية على الجدران.

وفي جميع أنحاء المناطق الأوكرانية التي تمّ تحريرها مؤخرًا، بدأت سلسلة طويلة من القصص المقلقة تتكشّف عن الرعب والموت الذي ألحقه الجنود الروس بالمدنيين الأوكرانيين العزل الخاضعين لسيطرتهم.

واحتلّ الجنود الروس ليبيفكا، حيث توسلت بعض نساء القرية القوات الروسية للسماح لهم بإخلاء القرية، وبدا أن الروس وافقوا على ذلك.

وفي 12 مارس/ آذار الماضي، صعدت مجموعة من كبار السن من الرجال والنساء والأطفال الذين يملكون إذنًا ويحملون أعلامًا بيضاء، إلى 14 سيارة، وبدأت بالقيادة ببطء نحو ما اعتقدوا أنه سيكون آمنًا.

لكن ناقلات الجند المدرعة الروسية أدارت أبراجها تجاهها، وتحوّلت القافلة إلى كتلة نار.

هذه القرى كانت تقع على خط المواجهة لتطويق كييف، وبعد أن أصبحت آمنة، بدأ محققو الطب الشرعي بأداء عملهم. وكلما بحثوا أكثر، وجدوا دلائل أكثر على الفظائع.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close