أعلنت الأمم المتحدة استئناف المفاوضات اليمنية بين جماعة الحوثي والحكومة الشرعية بالعاصمة الأردنية عمّان بشأن إعادة فتح الطرقات في تعز ومحافظات أخرى.
وقبل ذلك بساعات، كانت جماعة الحوثي قد أعلنت فتح طريق في مدينة تعز جنوب غربي البلاد، وتقول الجماعة إنها باشرت رفع الحواجز شمال ضواحي المدينة الخاضعة للحكومة والمحاصرة من الجماعة.
فطريق شارع ستين بطول 12 كيلومترًا سيفتح وصولًا إلى داخل المدينة، وهذا ما ترفضه الحكومة الشرعية بحسب ما تقول اللجنة الحكومية المشاركة في المفاوضات لفتح المنافذ.
وتؤكد في بيان صحفي أن تلك الإجراءات تنسف الجهود الأممية. وتضيف: "إنها تفاجأت قبيل انطلاق الجولة بإجراء أحادي لفتح طريق ترابي مجهول". وهو ما تعتبره محاولة مكشوفة للالتفاف على المشاورات الجارية.
تصرّف استباقي لحرف مسار المفاوضات
ويعتبر محافظ تعز فتح طريق من الجماعة تصرّفا استباقيا لحرف مسار المفاوضات. فرغم تمديد الهدنة قبل أيام إلّا أن ما نفذ حتى الآن لا ينسجم مع ما وضع على طاولة عمان.
وكانت الجماعة قد اقترحت فتح طريقين فرعيين وهو ما رفضه المجلس الرئاسي متمسكًا بفتح جميع الطرق السالكة قبل حصار تعز عام 2015. وهذا ما تفسره الجماعة على أنه سيخفف من معاناة المواطنين ويسمح لهم بحرية الحركة.
لكن قد لا يتغيّر شكل المفاوضات في غرف عمان المغلقة، فالمتغيّر هو معاناة تعز المستمرة ووضع أهلها، بحسب تحذير الأمم المتحدة، فما ينتظرونه قبل أي اتفاق هو ما يسد جوعهم ويؤمنهم من الحرب.
استغلال سياسي لمسألة فتح الطرق
ويعتبر القيادي العسكري الحوثي عبد الغني الزبيدي أن التعاطي مع مسألة فتح الطرقات الإنساني يتم استغلاله بشكل سياسي سيء.
ويقول في حديث إلى "العربي" من صنعاء: "نحن نتحدث اليوم عن مسألة فتح طرق، وهناك حوار جاري ولكن يبدو وكأنه لن يصل إلى نتيجة، فكانت هناك مبادرات من صنعاء حول فتح طرق أخرى يمكن أن تؤدي الغرض نفسه". ويضيف: "عندما نتحدث عن رحلتين في الأسبوع من مطار صنعاء يفترض أن ذلك للتخفيف عن الجانب الإنساني في صنعاء".
ويؤكد الزبيدي أن الهدف من فتح طرق تعز هو إدخال المواد الغذائية وتسهيل تنقل المواطنين بين المحافظات، لافتًا إلى أن جماعة الحوثي ليست فقط من يغلق الطرقات بل الحكومة الشرعية أيضًا.
ويرى أنه كان يفترض بالطرف الآخر (الحكومة الشرعية) أن يرحب بأي مبادرة. كما يشير الزبيدي إلى أن هناك معارك عسكرية ومناطق اشتباكات وعمليات عسكرية تصعب فتح الطرق الرئيسية في تعز واستخدامها ما لم يكن هناك انسحاب، داعيًا القوات اليمنية للمبادرة بالانسحاب العسكري من تلك المناطق ليصار إلى فتحها. ويضيف الزبيدي: "نحن نتحدث بواقعية وبعيدًا عن المزايدة السياسية والاستغلال".
ويبنما يأسف لمعاناة اليمنيين من حصار أنفسهم، يلفت الزبيدي إلى "وجود ميليشيات متعددة في تعز دون وجود قرار واحد".
ويرفض الزبيدي اتهام المجلس الرئاسي للحوثيين بعدف الوفاء بالتزاماتهم. ويقول: "إن ما تم الاتفاق عليه تم بين حكومة صنعاء والرياض".