قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الثلاثاء، إنّه يتوقع أن يصدر مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحذيرًا واضحًا لإيران بشأن برنامجها النووي.
وتوقع بينيت في تصريحات أمام اجتماع لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الإسرائيلية، أن تدفع إيران "ثمنًا باهظًا" إذا ما استمرّت في سياستها النووية.
وأضاف بعد استخدامه تعبير "الأخطبوط"، ضد إيران: "نحن نتحرك ضد الرأس وليس فقط الأذرع، كما كنّا نفعل في السنوات الماضية"، من دون مزيد من التفاصيل.
وشدّد على أنّ "أيام الحصانة للنظام الإيراني الذي يعمل بواسطة جهات تدور في فلكه، وتبث الإرهاب وتستهدف إسرائيل، قد ولّت، ونحن نعمل في كل مكان وزمان، ونواصل هذا العمل".
في المقابل، أنذر قائد القوات البرية في الجيش الإيراني كيومرث حيدري إسرائيل من ارتكاب أي "حماقة"، وهدّد بأن تسوّى تل أبيب وحيفا بالأرض، "كما أمر المرشد الأعلى"، على حدّ تعبيره.
صبر القوى الغربية "نفد" من إيران
ورفعت الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث الموقّعة على الاتفاق النووي الإيراني (المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا) نص قرار إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينتقد عدم تعاون إيران مع الهيئة الأممية، وفق ما أفاد مصدران دبلوماسيان الثلاثاء.
ويحض النص إيران على التعاون التام مع الوكالة ويعد الأول من نوعه منذ تم تبني إجراء مشابه ضد طهران في يونيو/ حزيران 2020. ويعد كذلك مؤشرًا على نفاد صبر القوى الغربية جراء الجمود الذي طرأ على المحادثات الرامية لإعادة إحياء اتفاق 2015 النووي في مارس/ آذار.
ويرجّح أن يتم التصويت عليه الخميس تزامنًا مع اجتماع مدته أسبوع يعقده مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 عضوًا، بحسب ما أفاد أحد الدبلوماسيين.
وفي تقرير أواخر الشهر الماضي، قالت الوكالة إنها ما زالت لديها أسئلة لم تحصل على "توضيحات" بشأنها تتعلق بآثار اليورانيوم المخصب التي عثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة في البلاد.
"إستراتيجية إسرائيلية" جديدة إزاء إيران
وبحسب مراسل "العربي" في القدس، فإن اللافت في حديث بينيت قوله إن حكومته قامت بتغيير إستراتيجية التعامل مع إيران، حيث تستهدف إسرائيل الآن "رأس الأخطبوط"، وهو يقصد طهران وليس الوكلاء والفرق التي تؤيدها في المنطقة.
ويعتبر أنّ تصريح بينيت يتضمّن تلميحًا لعمليات إسرائيلية داخل إيران، من دون أن يعترف بها، حيث قال بشكل واضح إنّ إسرائيل لن تقبل أن تصبح الجمهورية الإسلامية دولة نووية.
ويلفت إلى أنّ هذه الإحاطة التي قدمّها رئيس الوزراء الإسرائيلي تأتي في وقت تشير تقارير إسرائيلية إلى اقتراب إيران من الحصول على قنبلة نووية، وأنّها رفعت من نسب التخصيب.
من جهته، يشير مراسل "العربي" في طهران إلى أنّ المسؤولين الإيرانيين يتوقّعون حدوث خطوة تصعيدية من قبل حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويرصد في هذا السياق العديد من التصريحات التي صدرت عن مسؤولين إيرانيين، أبرزها كان للمتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية الذي أشار إلى أنّ طهران لطالما تعاونت مع الوكالة الدولية، "ولكن هناك من يسعى إلى حرف الملف النووي الإيراني إلى إطار سياسي أمني".
وينقل مراسلنا عن المتحدث اتهامه المدير العام للوكالة الدولية رافاييل غروسي بأنه لم يلتزم بالاتفاقيات التي تمّ إبرامها مع إيران، وقوله إنّه ليس لدى طهران ما تخفيه في برنامجها النووي، ولا سيما أنّ هناك فتوى من قبل المرشد الإيراني بالتوصل إلى سلاح نووي.
هل يرفع الغرب الأمر إلى مجلس الأمن؟
ويرجّح المتخصّص في الشأن الإيراني نبيل العتوم أن تكون هناك خطوات دولية، سواء من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحتى من جانب الدول الضامنة للاتفاق النووي، في ما يتعلق بما يصفه بـ"تسارع وتيرة" البرنامج النووي الإيراني.
ويشير في حديث إلى "العربي"، من عمّان، إلى أنّ الوكالة الدولية قد تصدر قرارًا يندّد بالإجراءات الإيرانية، لكنّه يستبعد أن يصل الأمر لحدّ رفع الملف إلى مجلس الأمن، بما يمهّد لإصدار قرار ضمن البند السابع يتيح ربما استخدام القوة مستقبلًا.
ويعرب عن اعتقاده بأنّ الإيرانيين يعتمدون الآن على الأزمة الأوكرانية وتداعياتها على السوق النفطية، كما يقلّل من شأن التهديدات الإيرانية المتواصلة.