كانت تسمى واحة شنني في قابس التونسية بالأمس "جنة الدنيا"، أمّا اليوم فقد مات عدد من أشجارها واستنزفت عيون مائها، فيما يصارع أهلها من أجل بقائها.
ولم يدخر الفلاح التونسي صالح بن بشير جهدًا طوال حياته في الحفاظ على البذور المحلية التونسية عبر إعادة زرعها منذ عقود.
ورغم ذلك، بات أكثر من 25 نوعًا من البذور مهدَّدًا بالاندثار بسبب ندرة المياه. ويقول بن بشير: "إن البذور تحتاج للري لمدة عشرين يومًا لتنمو".
وليست ندرة المياه فحسب ما يؤرق الفلاحين في الواحة، حيث يولد التلوث الصناعي انعكاسات سلبية على جودة ثمارها أيضًا.
ودفع هذا الواقع البعض للعمل على إعادة الاعتبار للواحة وترسيخ الوعي بها كموروث طبيعي وإقتصادي. ويقول مؤسس جمعية صيانة الواحة، مبروك جابري: "إن الأطفال والشبان لم يعيشوا هذه الجنة ورغم ذلك فهي لا زالت جنة، لذا لا بد أن يركز العمل على رفع وعي الأجيال بأهمية الواحات ودورها".
واحتوت هذه الواحة فيما مضى على أكثر من 150 عين طبيعية، أما اليوم فهي تعاني التصحر وتشكو العطش بعد أن كانت المتنفس الوحيد في شنني