الخميس 21 نوفمبر / November 2024

سيناريوهات التصعيد الإيراني الإسرائيلي.. هل تتحول المواجهة إلى مباشرة؟

سيناريوهات التصعيد الإيراني الإسرائيلي.. هل تتحول المواجهة إلى مباشرة؟

شارك القصة

حلقة "تقدير موقف" تُلقي الضوء على تصاعد التوتّر وحرب الظل التي تشتد في المنطقة بين إيران وإسرائيل.
في سياق المواجهة الإيرانية الإسرائيلية، تشهد المنطقة سيلًا من الأحداث بينها هجمات سيبرانية واستهداف منشآت نووية واغتيالات غامضة ورسائل تمر عبر الساحة السورية.

تتصاعد المواقف العدائية المتبادلة بين مسؤولين في كل من إسرائيل وإيران ما يطرح أسئلة حول ما إذا كانت المواجهة المباشرة بين الطرفين قد اقتربت.

وتشهد المنطقة سيلًا من الأحداث بينها هجمات سيبرانية واستهداف منشآت نووية واغتيالات غامضة ورسائل تمر عبر الساحة السورية من خلال ضربات إسرائيلية لتقويض نفوذ إيران.

ولا تتوقف إيران عن التموضع والسعي لاتخاذ مواقع إستراتيجية في الجنوب السوري قرب الحدود مع إسرائيل، إلى جانب حرب استخباراتية مستمرة بين الطرفين آخرها كان تحذير إسرائيل مواطنيها من السفر إلى تركيا واتهاماتها لطهران بالتخطيط لعمليات ضد أهداف إسرائيلية في مدينة اسطنبول.

نبرة التهديد والوعيد تصاعدت بين طهران وتل أبيب إلى حد التلويح بالمواجهة المباشرة والجبهات المتعددة. وتحدثت رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي عن 6 جبهات قتال، أخطرها تهديد نووي محتمل من إيران، وآخر يتمثل بهجمات بالصواريخ والقذائف في كل الجبهات.

وتصعد طهران لهجتها على لسان المتحدث باسم خارجيتها بأن ردها على إسرائيل سيكون مباشرًا وليس في دولة أخرى.

وفي المشهد الأوسع، تسعى إسرائيل لتشكيل قوة إقليمية مشتركة بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة طهران، ولا تتوانى في البحث عن موطئ قدم عسكري من خلال نشر رادارات في دول إقليمية بحسب ما أفادت وسائل إعلام عبرية.

في المقابل توعدت طهران برد مباشر في حال تهديد أمنها القومي.

هذا التصعيد المتبادل يدور بعدما كادت تصل مفاوضات فيينا حول البرنامج النووي لطهران إلى بر الاتفاق قبل أن ترتطم بجدار من الانسداد. فقد اتهمت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالانسياق وراء الرواية الإسرائيلية.

منسوب التوتر المرتفع في الشرق الأوسط يأتي في وقت تركز فيه الإدارة الأميركية على إحياء الاتفاق النووي المتعثر مع طهران، إلا أنها تعطي الأولوية لملف التعاطي مع روسيا والصين.

ويتزامن مسلسل الأحداث مع جولة مرتقبة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة، من المتوقع أن تشهد مناقشة ملفات عدة أبرزها الطاقة فيما لن يغيب عن الأجندة الملف الإيراني.

اختلاف طبيعة الأجواء السياسية

أستاذ تاريخ إيران والشرق الأوسط المعاصر في جامعة قطر محجوب الزويري رأى أن الجديد في المواجهة الإسرائيلية الإيرانية المستمرة يتمثل في اختلاف طبيعة الأجواء السياسية.

وشرح في حديث إلى "العربي" من عمان أن استمرار المواجهة الإيرانية الإسرائيلية يأتي حاليًا في ظل وجود إدارة ديمقراطية في واشنطن وحكومة هشة وضعيفة في إسرائيل تخشى السقوط في أي لحظة، ونظام سياسي في إيران يعاني من ضغوط اقتصادية متزايدة.

وأشار إلى أن الأجواء السياسية مشحونة في ظل واقع جديد يتمثل في تواجد قريب لإسرائيل من حدود إيران من خلال "اتفاقيات أبراهام"، معتبرًا أن هذه المستجدات التي حصلت في الفترة السابقة تجعل طبيعة ما يحصل بين الطرفين مختلفة.

وقال الزويري: "المشكلة بين طهران وتل أبيب إيديولوجية في الأساس؛ حيث إن الحكومة الإسرائيلية لا تعترف بوجود نظام ينظر لها بصفة عدو، وإيران لا تقبل بإسرائيل بأي حال من الأحوال".

"حرب إعلامية ونفسية"

بدوره، لفت أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران عماد أبشناش إلى أن إسرائيل بدأت حربًا إعلامية ونفسية ضد إيران، معتبرًا أن كل تصعيد تل أبيب يصب في هذا الإطار.

وشدد في حديث إلى "العربي" من طهران على أن إيران تنتهج سياسة الرد على كل اعتداء ضدها "في المكان الذي انطلق منه الاعتداء".

أبشناش أشار إلى أن الجانب الإسرائيلي يريد إدخال دول متعددة في الصراع بينها تركيا والإمارات والبحرين وأذربيجان. وقال إن "الجانب الأذربيجاني أجبر إسرائيل على الابتعاد أكثر من 600 كيلومتر عن الحدود الإيرانية وكذلك فعلت تركيا التي لم تسمح لتل أبيب بالاقتراب من الأراضي الإيرانية، كما أن الإمارات أكدت عدم السماح لتل أبيب باستغلال أراضي أبو ظبي لاستهداف طهران".

وتحدث عن وجود ضعف في الإعلام الإيراني بمواجهة الإعلام الإسرائيلي، معتبرًا أن إسرائيل تقوم بتضخيم ما تقوم به في الداخل الإيراني فيما تخفي ما يحصل لديها.

تحديان أساسيان

مدير التحليل العسكري في معهد هدسون للدراسات الإستراتيجية ريتشارد ويتز رجح استمرار "التهديدات المعلنة والعمل السري والهجمات بالوكالة" بين طهران وتل أبيب.

وأشار في حديث إلى "العربي" من واشنطن إلى تحديين أساسيين، الأول يرتبط بالهجمات التي أصبحت أكثر حدة من قبل وعلى نطاق جغرافي أوسع في الأشهر الماضية، والثاني يتعلق بالوضع الداخلي في إسرائيل وإيران.

وشرح ويتز أن في إسرائيل إئتلاف ضعيف يحاول ألا يتحرك بشكل يجعله يبدو أكثر ضعفًا ضد "أعدائه"، كما أن في طهران حكومة تواجه احتجاجات كبيرة وحالة عدم رضى حيال الوضع الاقتصادي في البلاد.

كما تحدث عن الوضع الدولي في ظل هذا الصراع المتمثل بعدم وجود أي اتفاق نووي، والحرب الروسية على أوكرانيا، إضافة إلى العمليات العسكرية التي تجري في سوريا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close