في اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، التقى التلفزيون "العربي" في شمال غربي سوريا ثلاث نساء من المعتقلات السابقات في سجون النظام السوري، لكل واحدة منهن قصة من المعاناة.
كانت السيدة منال، محظوظة جدًا؛ فهي من فئة قليلة قدر الله لها النجاة من سجون النظام السوري، حيث قضت أيامًا عصبية داخل الفرع الأمني الشهير (227 - فرع المنطقة) سيء السمعة.
وتعرضت منال للإهانة والضرب وبقيت شاهدة على فصول دامية من تعذيب المعتقلين حتى الموت، على خلفية الثورة السورية التي اندلعت ضد رئيس النظام بشار الأسد في 18 مارس/ آذار 2011.
وتقول منال: إن السجانين كانوا يجبرون النساء على مشاهدة الرجال وهم يعذبون من شقوق باب السجن، حيث كنا نرى تعذيبًا حتى الموت، قبل أن يقوموا بوضعهم في بطانيات ويخرجوهم للخارج.
أما السيدة حسناء، فقد مرت بتجربة هي أيضًا داخل سجن فرع "فلسطين" الأشهر على مستوى سوريا.
وتقول حسناء: كانت هناك معتقلة تدعى نوال ولديها ابن معتقل أيضًا بذات الفرع، حيث قاموا بإخراج ابنها مع مجموعة من الشباب المعتقلين وتعذيبهم أمامنا، كما قاموا بإخراج الأم وقاموا بتعذيب ابنها أمامها حتى بدا أنه قد مات، وحينما عادت إلى الزنزانة ارتفع لديها السكر ومرضت وفقدت بصرها.
من جانبها تقول السيدة سلمى، إنها تمكنت بعد خروجها من المعتقل من أن تؤسس هي وصديقاتها تجمع "ناجيات"، الذي يعنى بتوثيق المعتقلات وتجاربهن في سجون النظام السوري، مشيرة إلى أن التجمع يضم 107 ناجيات.
لكن رغم ذلك، فهناك عشرات الآلاف من السوريين الذين يتعرضون لشتى صنوف التعذيب في أماكن وصفت بـ "المسالخ البشرية"، في وقت لم ينجح المجتمع الدولي في إجبار النظام السوري على الكشف عن مصيرهم.
غياب التأهيل النفسي للناجين
وفي هذا الإطار، قال فضل عبد الغني رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن هناك 132 ألف مواطن سوري معتقل أو مختف قسريًا عند النظام السوري.
وأضاف عبد الغني من إسطنبول، أن هناك 70 أسلوبًا من أساليب التعذيب التي تمارس داخل سجون النظام، حيث قضى تحت التعذيب في معتقلاته نحو 14464 ألفا بينهم 174 طفلًا و75 امرأة.
ولفت عبد الغني، إلى أن النظام السوري لديه أعداد هائلة من المختفين قسريًا، وبالتالي يكون مصيرهم مجهول وقد يكون كثيرون منهم قد قتلوا، بسبب ظروف التعذيب أو انتقال الأمراض داخل الزنازين.
وألمح عبد الغني، إلى أن عملية إعادة التأهيل للمعتقلين ورد الاعتبار لهم نتيجة تعرض بعضهم للعنف الجنسي أو الضرب والإذلال، هامة جدًا، إذ إن المعتقل بحاجة لأشهر لإعادة تأهيله، لكن لا توجد مؤسسات محلية مختصة كافية لهذه المهمة.
واستدرك قائلًا: إضافة إلى ضرورة التأهيل النفسي لعوائل المعتقلين الذين يعذبون هم إلى جانب أبنائهم.
ولفت عبد الغني، إلى أن هناك إحصاء لأكثر المحافظات السورية التي يوجد فيها ضحايا تعذيب، إذ جاءت درعا في المقدمة ثم حمص، فدمشق.