لم يعطِ الرئيس الأميركي جو بايدن أكثر من ساعتين للقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية، حيث أعلن عن مساعدة بقيمة 300 مليون دولار للفلسطينيين وللأنروا.
وبعد لقاء قصير مع عباس، أكد بايدن أن "حل الدولتين" بات صعب المنال اليوم، مشيرًا إلى أن "دعم علاقات إسرائيل مع محيطها سيسهّل أطر السلام في المنطقة".
من جهته، اعتبر عباس أن فرصة "حل الدولتين" قد تكون متاحة اليوم، وأنه لم يتبقَ الكثير من الوقت من أجلها.
فتح المجال الجوي السعودي
وبينما كان بايدن يستعد لختام زيارته للضفة الغربية، أعلنت السعودية فتح مجالاتها لكل الناقلات الجوية بما فيها الإسرائيلية، في مؤشر لانفتاح المملكة على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، التي وصفها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأنها حليف محتمل.
من جانبها، اعتبرت وزيرة النقل الإسرائيلية ميراف ميخائيلي أن "هذه خطوة مهمة من جانب السعودية، ستسمح بتعزيز العلاقات بين إسرائيل ودول الشرق الأوسط".
كما رحب بايدن بقرار الرياض، ووصفه بالتاريخي، وأمل أن يساهم في مزيد من اندماج إسرائيل في المنطقة.
لكن مسؤولًا إسرائيليًا استبعد أن تعترف السعودية ببلاده في وقت قريب، إلا أن الأحداث الأخيرة قد تكون ممهدة لذلك.
أولويات أميركا
في هذا السياق، يوضح الباحث في المركز العربي في واشنطن أسامة أبو ارشيد أن "الحسابات الانتخابية ليست الدافع الأساسي لخطوات بايدن، لأن القاعدة الجماهيرية للحزب الديمقراطي بعيدة عن إسرائيل".
ويشير أبو ارشيد، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أن "بايدن لدى حديثه عن خلفيته الصهيونية، هو يعبّر في ذلك عن قناعته وإيمانه بذلك".
ويقول: "إن إعلان القدس الإستراتيجي هدفه جعل إسرائيل وصية في المنطقة، وأميركا تريد جعل إسرائيل مركز المنطقة التي لا يُمكن الشك في ولائها بالنسبة لواشنطن".
ويضيف: "تريد أميركا إطارًا إقليميًا تكون إسرائيل مركزه كي لا تتورط واشنطن بأي تحالف، وأن تتحمل دول المنطقة مسؤولية أي مواجهة، وذلك كي تتفرغ الولايات المتحدة لأولوياتها في احتواء روسيا والصين".
أهداف الزيارة
من جانبه، يرى المبعوث الأميركي السابق للشرق الأوسط دينس روس أن "زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط هي خطوة كبيرة لإدارته، خصوصًا وأنه سيلتقي مع قادة المنطقة".
ويشدد روس، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، على أن "الزيارة لا تتمحور حول إسرائيل فقط، رغم أنه أظهر الدعم الكامل لها".
وإذ يشير إلى أن زيارته مرتبطة بالعلاقات الأمنية بين إسرائيل ودول المنطقة، يلفت إلى أن "الزيارة ستتناول عدة مواضيع مرتبطة بالصحة وأزمة الغذاء".
ويؤكد روس على أنه "يمكن للفلسطينيين اغتنام الفرصة اليوم والاستفادة من التطبيع في حال حصوله مع باقي الدول العربية".
تيران وصنافير
بدوره، يوضح الباحث السياسي سليمان العقيلي أن "السعودية وافقت على فتح مجالها الجوي لإسرائيل مقابل إنهاء تدخل الأمم المتحدة في الوصاية على جزيرتي تيران وصنافير".
ويؤكد العقيلي، في حديث إلى "العربي" من الرياض، أن "الجزيرتين سعوديتان وهما إستراتيجيتان واستعادتهما المملكة اليوم".
ويشير العقيلي إلى أن "الاتفاق ينص على السماح للطائرات الإسرائيلية بالمرور من المجال الجوي السعودي دون الهبوط بالمطارات السعودية".
ويقول: "ما حصل اليوم هو مكسب سعودي كبير بثمن بسيط، وحررت المملكة بهذه الخطوة جزيرتين مهمتين في البحر الأحمر".