حققت السلطات الروسية، أمس الأحد، مع الصحافية مارينا أوفسيانيكوفا التي أصبحت وجهًا معروفًا بعد اقتحامها بثًا تلفزيونيًا مباشرًا للتنديد بالحرب في أوكرانيا، وفق ما قال محاميها ومقربون منها، وذلك بعد أن تم اعتقالها مجددًا.
ولم يصدر على الفور أي بيان رسمي بشأن أسباب هذا الاعتقال، لكنه يأتي بعد أيام قليلة على تظاهر أوفسيانيكوفا بمفردها قرب الكرملين، ملوحة بلافتة تنتقد التدخل العسكري في أوكرانيا والرئيس فلاديمير بوتين.
وصباح اليوم الإثنين، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا مصورًا لأوفسيانيكوفا، بعد أن أفادت تقارير عن إطلاق سراحها عقب الاستماع لأقوالها، حول تحركها يوم الجمعة، حيث تقرر محاكمتها في 21 يوليو/ تموز الجاري.
Rus polisi, Ukrayna'daki askeri harekatı kınamak için Mart ayında canlı bir televizyon yayınını kesen gazeteci Marina Ovsyannikova'yı Pazar günü tutukladı. İfadesi alındıktan sonra serbest bırakıldı. Duruşma 21 Temmuz'da yapılacak.. pic.twitter.com/8VPhrK9Zvg
— Dr.İbrahim Nebioglu (@ibrahimnebioglu) July 18, 2022
ونشرت أوفسيانيكوفا الجمعة صورًا على تلغرام, وهي تلوح قرب الكرملين بلافتة حول موت أطفال أوكرانيين وتصف بوتين بـ"القاتل". ونظريًا يمكن أن تعرّضها خطوة كهذه لملاحقات قانونية لنشر "معلومات كاذبة"، و"تشويه سمعة" الجيش وهما تهمتان قد تواجه بسببهما أحكامًا قاسية بالسجن.
وكان مقربون من الصحافية نشروا رسالة على حسابها بموقع تلغرام جاء فيها أن "مارينا أوقِفت. ليست هناك أي معلومة عن مكان وجودها". وأرفِقت هذه الرسالة بثلاث صور تظهر شرطيين ينقلان أوفسيانيكوفا (44 عامًا) إلى شاحنة نقل صغيرة بيضاء بعد أن أوقِفت على ما يبدو أثناء تنقّلها على دراجة.
وكان محاميها دميتري زاخاتوف قد أكد لوكالة ريا نوفوستي للأنباء اعتقال موكلته، قائلًا: إنه لا يعلم إلى أين نُقلت. وأضاف: "أفترض أن هذا مرتبط بطريقة أو بأخرى بالاحتجاج" الذي قامت به.
Ukraine’s favorite Good Russian, former state TV editor Marina Ovsyannikova, is picketing in Moscow on the embankment opposite the Kremlin. Her sign reads, “Putin is a murderer, and his soldiers are fascists. 352 children have died. How many more need to die before you stop?" pic.twitter.com/8tGYV8R2EV
— Kevin Rothrock (@KevinRothrock) July 15, 2022
من هي أوفسيانيكوفا؟
وأوفسيانيكوفا هي مولودة لأم روسية وأب أوكراني في أوديسا، وعملت حتى مارس/ آذار الماضي محررة في القناة الأولى في التلفزيون الروسي، قبل أن تُقال بعدما اقتحمت نشرة الأخبار المسائية في القناة التي تعمل فيها حاملة لافتة كتب عليها "لا للحرب" باللغة الإنكليزية. وكان ذلك حدثًا غير عادي في روسيا حيث تخضع وسائل الإعلام الحكومية لرقابة صارمة.
واحتجزت أوفسيانيكوفا واستجوبت لمدة 14 ساعة قبل إطلاق سراحها وأمرت بدفع غرامة قدرها 30 ألف روبل (280 دولارًا).
وتعاطف الغرب مع الصحافية الروسية، وأشاد بها باعتبارها بطلة وحصلت على وظيفة جديدة كمراسلة مستقلة لصحيفة "دي فيلت" الألمانية. لكنّ ناطقة باسم "دي فيلت" قالت لوكالة فرانس برس إن أوفسيانيكوفا لم تعد تعمل في الصحيفة.
ومطلع يونيو/ حزيران الماضي، سافرت أوفسيانيكوفا إلى أوكرانيا بهدف تغطية الحرب كمراسلة مستقلة لوسائل إعلام روسية. وكانت الصحافية أعلنت مطلع يوليو أنها عادت إلى روسيا لتسوية نزاع يتعلق بحضانة طفليها.
ولا تزال هناك أصوات داخل المعارضة الروسية توجه اللوم لأوفسيانيكوفا على خلفية السنوات التي أمضتها في العمل بقناة Pervy Kanal الناطقة بلسان الكرملين.