بالتزامن مع اقتراب الموعد الأخير لانتهاء الهدنة المقترحة من الأمم المتحدة لإنهاء النزاع في اليمن في 2 أغسطس/ آب المقبل، توفي طفل وأصيب 12 طفلًا آخرون، بقذيفة سقطت على حي الروضة في تعز جنوبي اليمن، فيما تبادلت جماعة الحوثي والحكومة اليمنية الاتهامات باستهداف الأطفال في المدينة.
فقد بات اليمن على مسافة أيام قليلة من انتهاء الهدنة الأممية، في ظل غياب خطوات جادة يمكن الارتكاز عليها لتثبيت الهدنة، بعد تمديدها قبل أسابيع.
ففي مطلع يونيو/ حزيران الماضي، وافقت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، على تمديد هدنة إنسانية في البلاد مدة شهرين، بعد انتهاء هدنة سابقة مماثلة بدأت في 2 أبريل/ نيسان الماضي.
ومن أبرز بنود الهدنة السارية حاليًا، وقف إطلاق النار وفتح ميناء الحديدة، وإعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، وفتح الطرق في مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ 2015.
من جهتها، ترى جماعة الحوثي أن تمديد الهدنة مرهون بمعالجة تنفيذ ما لم ينفذ والتخفيف من معاناة الشعب اليمني.
وفي هذا الصدد، اعتبر مدير الأخبار العسكرية بوزارة الدفاع في حكومة صنعاء رشاد الوتيري أن "الهدنة الأممية هشة، خاصة وأنه لم ينفذ ما تم الالتزام به في المرحلة الأولى والثانية منها"، مشيرًا إلى عدم تسليم الرواتب، وأن الطرق ما زالت مقطوعة.
من ناحيتها، ترى الحكومة اليمنية أن جماعة الحوثي لم تلتزم ببنود الهدنة، ولم تعمل على فتح معابر تعز والمحافظات الأخرى، ولم تعمل على صرف رواتب الموظفين من عائدات الحديدة، كما أنها لم تفعل شيئًا بملف الأسرى والمحتجزين.
"الحوثيون والهدنة الأممية"
وفي هذا الإطار، قال الخبير العسكري عبد الله الجفري: إن "جماعة الحوثي تجاوبت مع الهدنة الأممية لتخفيف العبء على المواطن اليمني في ظل الحصار المطبق، على الرغم من عدم تنفيذ الطرف الآخر (الحكومة) ما جاء في الهدنة بدءًا من فتح مطار صنعاء أو إدخال المشتقات النفطية إلا في نهاية الهدنة السابقة، ومماطلته لتمديد الهدنة إلى شهرين آخرين".
وأضاف في حديث لـ"العربي" من صنعاء، أن "جماعة الحوثي لم تلق أي استجابة من الطرف الآخر، بل إن هناك تعنتا وردة فعل باستخدامها إطلاق النار على المواطنين".
وشدد الجفري على أن جماعة الحوثي تدعم الهدنة الأممية في سبيل تحقيق تطلعات وطموحات اليمنيين، ولتخفيف العبء والمعاناة في ظل الظروف المادية والمعيشية الصعبة.