بعد غياب سنوات انطلقت في العاصمة المغربية الرباط، فعاليات مهرجان "شالة" لموسيقى الجاز في دورته الـ25.
ويحيي المهرجان في نسخته هذا العام، حفلات قدمها عشرات الموسيقيين من المغرب والعالم، حيث تمتزج موسيقى الجاز مع العديد من الأنماط الموسيقية المغربية العريقة كالعيطة والملحون وفن غناوة وغيرها.
وكانت موسيقى الجاز في البدء صرخة ضد الظلم من أحياء الهامش الأميركية، وتتطلب الأمر عقودًا لتتحول إلى لون نخبوي له مهرجاناته ومسابقاته.
وفي مهرجان "شالة" بالمغرب استعادت موسيقى الجاز ألقها القديم، مع فارق أنها غادرت الهامش، وتحولت إلى موسيقى نخبوية بامتياز.
ويقول فرانسوا سوشي وهو عازف بيانو في فرقة أريفا: "نحن متحمسون جدًا لوجودنا في المهرجان للمرة الثانية، من الرائع أن أعود إلى المهرجان بعد 10 سنوات".
ويضيف في حديث لـ"العربي"، أن هذه المرة كانت مميزة بسبب مشاركتي العزف مع فنانين مغاربة، مشيرًا إلى أنها كانت تجربة رائعة.
فسكينة فحصي واحدة من أشهر الأصوات الموسيقية في المغرب، نثرت صوتها لتراث بلدها ولما تؤمن أنه فن حقيقي ويجب أن يستمر وينتشر، وتوضح أن الموسيقى المغربية بالنسبة إليها فن عالمي.
ويحضر دورة المهرجان هذا العام 50 موسيقيًا من المغرب والعالم، يراهنون في البحث عن لغة مشتركة، وإثبات أن العالم مهما اختلف وتباعد واحد في الهموم والمخاوف كما في الأنغام والموسيقى وأساليب التعبير المتعددة.
لقاء الجاز الأوروبي بالموسيقى المغربية
وفي هذا الإطار، أوضحت مسؤولة التواصل والثقافة في بعثة الاتحاد الأوروبي في المغرب صفاء قديوي أن المهرجان الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي في المملكة منذ عام 1996، له ميزة خاصة وهي لقاء الجاز الأوروبي بالموسيقى المغربية.
وأشارت في حديث لـ"العربي" من الرباط، إلى أن سمة موسيقى الجاز هي الانفتاح والتمازج بين الموسيقى، وقدرتها على لقاء جميع أنواع الموسيقى، كما سمة الموسيقى المغربية.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي قرر أن يعطي الشباب هذا العام حيزًا مهمًا، لأن هذا السنة هي سنة أوروبية للشباب.
وتابعت قديوي أن موسيقى الجاز ليست واحدة بل هي تتميز بالانفتاح ولها سمة الحرية، حيث يأتي كل موسيقي من أوروبا بهويته الشخصية الفريدة، ولكل واحد منهم ثقافته الفنية وتقاليده الموسيقية.