الخميس 21 نوفمبر / November 2024

تقليل انبعاثات الميثان.. أهم الخطوات للحد من الاحتباس الحراري

تقليل انبعاثات الميثان.. أهم الخطوات للحد من الاحتباس الحراري

شارك القصة

فقرة (أرشيفية) تتناول تأثير تسرّب غاز الميثان من خطوط "نورد ستريم" في سبتمبر الماضي (الصورة: غيتي)
دخل أكثر من 300 ألف طن متري من الميثان في المجال الجوّي للأرض نتيجة للتسرّب في خطي أنابيب "نورد ستريم" تحت البحر يربطان روسيا بألمانيا في سبتمبر الماضي.

يعد تقليل انبعاثات الميثان أمرًا حيويًا لتحقيق معدل حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو المستوى الأدنى الذي يستهدفه اتفاق باريس للمناخ لعام 2015. 

والميثان هو أحد غازات الدفيئة، وهو أقوى بكثير من ثاني أكسيد الكربون، حيث يحبس الحرارة بشكل أكثر فاعلية بنحو 80 مرة على مدى 20 عامًا.

وتبلغ كمية الميثان الموجودة في الغلاف الجوي ضعفي ونصف مستويات ما قبل الصناعة وهي تتزايد باطراد. وإذا لم يتم تخفيض انبعاثات الميثان بشكل كبير في هذا العقد، هناك أمل ضئيل في الإبقاء على ما دون هدف 1.5 درجة مئوية.

ويأتي الميثان من عدة مصادر، أقل من نصفه من مصادر طبيعية مثل الأراضي الرطبة أما الباقي فيأتي من الأنشطة البشرية وأهمها الزراعة وإنتاج النفط والغاز ومطامر النفايات. 

قطاع الوقود الأحفوري

وينتج قطاع الوقود الأحفوري حوالي ربع غاز الميثان أو انبعاثات الغاز الطبيعي وتعد السيطرة عليها في هذا القطاع الأسهل.

ويمكن رصد التسريبات الكبيرة من آبار النفط القديمة أو خطوط الأنابيب الموجودة في الولايات المتحدة وروسيا من الفضاء.

وبحسب تقديرات ألمانية، فإن أكثر من 300 ألف طن متري من الميثان قد دخلت في المجال الجوّي للأرض نتيجة للتسرّب، الذي وقع في خطي أنابيب "نورد ستريم" تحت البحر يربطان روسيا بألمانيا في سبتمبر/ أيلول الماضي.

وكان المتخصص بقضايا البيئة المستدامة، حسان التليلي قد أشار في حديث سابق إلى "العربي" من باريس أن غاز الميثان هو في صلب المطلوب من الأسرة الدولية لخفض الانبعاثات الحرارية التي تساهم في ظاهرة الاحترار المناخي.

وتحدّث التليلي عن مخاطر غاز الميثان في ارتفاع درجات الحرارة والمساهمة بتفاقم ظاهرة المناخ.

كما لفت إلى أن انعكاسات خطيرة خلال ظرف 20 عامًا، بحسب علماء المناخ. وشرح حول تأثير هذه الانبعاثات السلبي على الدورة الاقتصادية والبيئية، وقال: "إن الحد من الانبعاثات سيحد من ظاهرة الاحترار المناخي واستمرار فترات الجفاف التي قد تطول، والأعاصير التي تحدث في باكستان وغيرها".

يحبس الميثان الحرارة بشكل أكثر فاعلية بنحو 80 مرة على مدى 20 عامًا - غيتي
يحبس الميثان الحرارة بشكل أكثر فاعلية بنحو 80 مرة على مدى 20 عامًا - غيتي

عواقب كارثية للاحترار 

وكان تقرير أعدته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ التابعة للأمم المتحدة قد حذّر في يونيو/ حزيران 2021 من عواقب كارثية على الأنظمة البشرية والبيئية مليئة بالمجاعة والأمراض في حال زاد الاحترار عن درجتين مئويتين وهو ما سيعرّض عشرات الملايين إلى كوارث خلال العقود المقبلة.

وقد حذّر خبراء الأمم المتحدة من تأثيرات أساسية لتغير المناخ كتلف المحاصيل الزراعية وانخفاض القيم الغذائية وارتفاع التضخم والتي من المرجح أن تصيب الفئات الأضعف بين البشر، فطفل اليوم قد يواجه تحديات صحية عديدة قبل أن يبلغ الثلاثين من عمره، بحسب الخبراء.

لكن الرؤية السوداوية للتقرير واجهتها حلول جزئية، وهي ضرورة تشديد السياسات التي تحد من هذا التغيّر، إلى جانب اتباع حميات نباتية للحد من العواقب الصحية التي لا يمكن تجنبها على المدى القصير.

وقد ركّز تقرير الهيئة على العنصر البشري لتجاوز الكارثة من خلال حسن إدارته للحياة والحد من انبعاثات الكربون وكبح الاحتباس الحراري.

ولن تكون التداعيات الكارثية للمناخ عادلة في تأثيراتها على البشر، إذ أشار التقرير إلى أن 80% من السكان المعرضين لخطر الجوع يعيشون في إفريقيا وجنوب شرقي آسيا.

كما أن الأبحاث المرتبطة بإمدادات المياه وارتفاع منسوب مياه البحر تظهر أن 30 إلى 140 مليون شخص يرجح أن ينزحوا داخليًا في إفريقيا وجنوب شرقي آسيا وأميركا اللاتينية بحلول عام 2050.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
تغطية خاصة
Close