اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء أمس الثلاثاء أن اعتماد روسيا على طائرات مسيرة إيرانية الصنع لمهاجمة أهداف أوكرانية يكشف أنها أفلست سياسيًا وعسكريًا.
ورأى أن استخدام الأسلحة الإيرانية بمثابة اعتراف من موسكو بفشلها رغم إنفاق الكثير من مواردها المالية لتمويل صناعة الدفاع في الاتحاد السوفيتي وما بعده على مدى عقود.
وتقول أوكرانيا: إن الهجمات الروسية الأخيرة على بنيتها التحتية اعتمدت على طائرات "انتحارية" إيرانية الصنع من طراز شاهد-136.
وتنفي إيران تزويد روسيا بطائرات مسيرة، لكن واشنطن تقول إن ذلك غير صحيح. وأكد الكرملين أن ليس لديه معلومات عما إذا كانت طائرات "انتحارية" إيرانية قد استخدمت أم لا.
#روسيا تستعين بمسيرات إيرانية في حربها على #كييف.. فهل هذا دليل على نفاد الأسلحة الروسية؟#العربي_اليوم#أوكرانيا pic.twitter.com/RKzoENhx7E
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 18, 2022
إيران تعلن استعدادها للحوار
فقد نفت طهران صحة ادعاءات استخدام روسيا مسيرات انتحارية إيرانية الصنع في الحرب الأوكرانية، وأبدت استعدادها للحوار مع كييف لتبديد الاتهامات بهذا الخصوص.
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أن "هكذا مزاعم لا أساس لها من الصحة، مبنية على معلومات خاطئة وفرضيات موجهة لإثارة أجواء سياسية وتنفيذ أجندات إعلامية لبعض الدول ضد إيران".
وأعرب عن استعداد طهران للحوار مع أوكرانيا بهدف إزالة هذه الاتهامات.
وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، قدم الثلاثاء اقتراحًا إلى الرئيس فولوديمير زيلينسكي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وسط توتر العلاقات بين البلدين على خلفية مزاعم حول تزويد طهران روسيا بطائرات مسيرة.
ما تأثير دعم إيران روسيا بطائرات مسيرة؟
وفي هذا الإطار، أكد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران توحيد أسدي، أن المتحدث الرسمي الإيراني كان قد صرح أن الجمهورية الإسلامية تحترم السيادة الأوكرانية وأنها مستعدة لمساعدة البلدين في حل مشكلاتهما على نحو دبلوماسي، وأنكر إرسال أي أسلحة يمكن استخدامها في الصراع بين البلدين.
ولفت في حديث إلى "العربي" من العاصمة طهران، إلى أن هذه الأخبار مصدرها الغرب، سواء من أميركا أو بريطانيا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وحدها تزود أكثر من 78% من صادرات الأسلحة إلى آسيا، التي هي بدورها قتلت آلاف الأشخاص بغزوها دولًا في شرق الأوسط على حد تعبيره.
وأضاف الأسدي، أن هناك مساعيَ لوضع إيران في صورة سيئة على الساحة الدولية، والتأثير على علاقاتها مع روسيا، معتبرًا أن واشنطن في حرب بالوكالة مع موسكو من خلال الصراع في أوكرانيا.
إطالة أمد الحرب
وأردف أنه ليس من مصلحة إيران تصعيد الحرب، بين روسيا وأوكرانيا، مشددًا على أن طهران لا تدعم أي احتلال وتحترم سيادة أوكرانيا، وتريد أن ينتهي الصراع بأسرع وقت ممكن.
من جهته، رأى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الأميركية في واشنطن، ويليام لورنس، أن دعم طهران لموسكو بالطائرات المسيرة من شأنه أن يطيل أمد الحرب، مشيرًا إلى أن 42 طائرة مسيرة أرسلت لضرب أهداف مدنية في أوكرانيا، تم إسقاط 37 منها.
وأضاف في حديث إلى "العربي" من واشنطن، أن 85% من الطائرات الروسية كانت قد أسقطت في أوكرانيا، وبعد الفحص تبين أنها إيرانية، مشددًا على أن هذا الأمر يشكل انتهاكًا لعدد من قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وتابع لورنس أن إيران تطيل أمد الحرب والغزو في أوكرانيا، مذكرًا بأن واشنطن كان قد صرّحت بأنها ستأخذ إجراءات قوية لوقف تدفق الأسلحة الإيرانية لروسيا.