في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، دعا المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور كلًا من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (الغابون)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في رسالة أرسلها للجهات الثلاث، إلى وقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين.
وتحدث منصور عن الانتهاكات الإسرائيلية ضد السكان المدنيين الفلسطينيين في الأراض المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، منوهًا إلى استمرار الحصار الإسرائيلي المستمر على نابلس منذ أسبوعين.
وأشار منصور إلى تصعيد إسرائيل لهجومها العسكري على مدينة نابلس، ومهاجمتها للمدنيين بالذخيرة الحية، ما أسفر عن استشهاد خمسة شبان فلسطينيين، إلى جانب إصابة أكثر من عشرين آخرين، بالإضافة إلى استشهاد الشاب قصي التميمي في قرية النبي صالح.
تصعيد خطير
كما أكد استشهاد العديد من الشبان الفلسطينيين في جميع أنحاء فلسطين المحتلة خلال غارات عسكرية يومية على المدن والقرى والبلدات الفلسطينية ومخيمات اللاجئين، مشيرًا إلى ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام إلى 183، بينهم 51 في قطاع غزة.
وتحدث أيضًا عن "مواصلة عصابات المستوطنين المتطرفين اعتداءاتها على الفلسطينيين"، بالتوازي مع اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب اعتداءاتهم على متطوعي التضامن الإسرائيليين والدوليين، بما في ذلك طعن متضامنة الأسبوع الماضي وكسر ساقها خلال مرافقتها مزارعين فلسطينيين لقطف الزيتون.
وشدد منصور في ختام رسالته على أهمية عدم وقوف مجلس الأمن "متفرجًا وصامتًا" على هذا التصعيد الخطير والوضع غير القانوني الذي يُعرض أرواح المدنيين الأبرياء للخطر ويهدد الأمن والسلام في المنطقة، وعلى ضرورة قيام مجلس الأمن بالمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، بحسب وكاةل "وفا".
بلباسهم الأسود والقماش الأحمر على بنادقهم.. ما هي مجموعة عرين الأسود التي تقض مضاجع إسرائيل؟ #فلسطين pic.twitter.com/w6KJM3Fcw6
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) October 25, 2022
"مواجهة الاحتلال"
ويأتي ذلك في وقت توعدت فيه المقاومة الفلسطينية مؤخرًا، بالرد على استشهاد خمسة شبان في نابلس ارتقوا برصاص الاحتلال في عملية عسكرية إسرائيلية استهدفت مجموعة "عرين الأسود" التي اغتيل أحد أبرز قائديها وديع الحوح في العملية نفسها.
وكانت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أعلنت الحداد والإضراب، داعية غرفة العمليات المشتركة إلى الانعقاد بشكل عاجل لبحث سُبل دعم المقاومة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي يير لابيد قد أشار إلى أنه على الرئيس الفلسطيني "أن يسيطر على الميدان إذا أراد استقرار سلطته"، على حد تعبيره.
وفي هذا السياق، قال الكاتب السياسي، محمد هواش: لا خيار للسلطة الفلسطينية لمواجهة هذا التصعيد في ظل صمت المجتمع الدولي، سوى أن تسمح للمقاومة بمواجهة الاحتلال بكل ما تعنيه الكلمة وتوفير الشرعية للنظام الوطني الفلسطيني بصورة دائمة.
وأوضح هواش في حديث إلى "العربي" من رام الله، أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته موحد بمواجهة الاحتلال، مؤكدًا أن السلطة الفلسطينية تحمي الفدائيين والشعب بقدراتها المحدودة، رافضًا أي تلميح أو اتهامات تقول بأن السلطة "تتبادل الأدوار" مع إسرائيل، واصفًا ذلك بـ "الكلام السخيف".