الخميس 19 Sep / September 2024

تلال من البطاريات المستهلكة.. قنبلة بيئية تهدد قطاع غزة

تلال من البطاريات المستهلكة.. قنبلة بيئية تهدد قطاع غزة

شارك القصة

فقرة ضمن "صباح جديد" تتناول مشكلة تراكم البطاريات المستهلكة في غزة وتداعياته الصحية والبيئية (الصورة: تويتر)
باتت البطاريات التي تعّوض سكان غزة عن الطاقة الكهربائية تمثّل تحديًا بيئيًا حيث تشكل بمجموعها تلالًا خطيرة على الصحة والبيئة.

يعتمد الكثير من الفلسطينيين في قطاع غزة على البطاريات كمصدر للطاقة في ظل العجز الكبير لدى القطاع في توليد الطاقة الكهربائية بعدما قصفت إسرائيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة عام 2006.

تلال من البطاريات التالفة

غير أن هذه البطاريات التالفة والمستهلكة باتت تمثّل تحديًا بيئيًا حيث تشكل بمجموعها تلالًا خطيرة على الصحة والبيئة بسبب ما تحتويه من محاليل كيميائية. 

وتنتشر تلال البطاريات القديمة في كل زاوية من ساحة الخردة بالقرب من السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل، وهي أحد بضعة مواقع خُصصت لتخفيف آثار التداعيات البيئية لانقطاع التيار الكهربائي في غزة.

ولتقليل تأثير آلاف الأطنان من البطاريات القديمة التي تراكمت بعد 15 عامًا من الحصار، خصّص مسؤولو البيئة خمسة مواقع تخزين بعيدة عن المناطق المكتظة بالسكان، لكن تسرب بعض الملوثات أمر لا مفر منه مما يزيد من المشكلات المتفاقمة في القطاع. 

خطر صحي وبيئي

ولفت مسؤول بسلطة المياه وجودة البيئة أحمد المناعمة إلى خطر احتمال وصول جزء من الرصاص إلى مصادر مياه الشرب، إضافة إلى تلويثها للتربة والنباتات. 

أمّا الناس ميسورو الحال فيلجأون لبدائل عالية التكلفة. فقد تم توزيع نحو 165 مولدًا يعمل بالديزل في أنحاء القطاع مما يوفر كهرباء احتياطية، لكنه يفاقم مشكلة تلوث الهواء.  

وأوضح مدير العلاقات العامة بشركة توزيع الكهرباء محمد ثابت أنه "تم صرف أكثر من 2 مليار دولار على بدائل غير مجدية في قطاع غزة، إضافة إلى استخدام المواطنين لمولدات تعمل على وقود الديزل حيث ارتفعت نسبة التلوث".  

يوفر اتفاق مبدئي أُبرم في الآونة الأخيرة مع مصر بشأن استغلال حقل غاز بحري بعض الأمل في الحصول على طاقة بتكلفة أقل في المستقبل. ولكن حتى هذا الحين، سيتعيّن على معظم الناس الاستمرار في تدبير حلول لأنفسهم. 

الحاجة لمصدر للطاقة

من جهته، أشار مدير دائرة المصادر البيئية في سلطة جودة البيئة محمد مصلح إلى أن تلالا كبيرة من البطاريات التالفة بأحجام مختلفة موزعة على 25 موقعًا مختلفًا في قطاع غزة وتزن حوالي 25 ألف طن. 

وقال في حديث إلى "العربي" من غزة: "إن جل البطاريات تتكون من الرصاص وبعض المعادن الثقيلة الأخرى؛ أخطرها الزئبق والكاديمويم وهي ضارة بالصحة والبيئة.

وتدخل هذه المواد إلى جسم الإنسان ولاسيما الرئتين والكليتين والدماغ وتتسبب في تشوهات خلقية وصعوبات تعليمية.   

واعتبر أن الحل الأساسي لهذه المشكلة هو تزويد قطاع غزة باحتياجاته من الطاقة أي حوالي 350 ميغاواط بالإضافة إلى الـ150 ميغاواط الموجودة، مؤكدًا أن حل مشكلة البطاريات التالفة يكمن في إقامة منشأة لفصل وتدوير المكونات الموجودة في هذه البطاريات. 

وأضاف: "إن المستثمرين يعزفون عن القيام بالاستثمار في هذا المجال نظرًا لتكرر قصف ورش ومصانع البطاريات في الفترات السابقة منذ عام 2000".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close