الأربعاء 23 أكتوبر / October 2024

حائط "لحجب" العشوائيات.. البصرة تحتضن "خليجي 25" رغم معاناتها التنموية

حائط "لحجب" العشوائيات.. البصرة تحتضن "خليجي 25" رغم معاناتها التنموية

شارك القصة

"العربي" يتابع الجدل الذي يرافق سياسات الحكومة العراقية وتنظيم بطولة "خليجي 25" (الصورة غيتي)
تعاني مدينة البصرة العراقية التي تستضيف بطولة كأس الخليج لكرة القدم من واقع تنموي صعب، رغم احتضانها لعدد من المنشآت النفطية الكبرى.

تنطلق الجمعة بطولة كأس الخليج لكرة القدم "خليجي 25" في مدينة البصرة العراقية، حيث تأتي استضافة البصرة للبطولة في وقت يشهد فيه العراق جدلًا واسعًا حول مظاهر الفساد التي تسببت في إهدار مليارات الدولارات من مقدرات مواطني الدولة الغنية بالنفط.

 وتجهّزت المدينة لاستقبال المنتخبات الـ8، في مباريات تستمر حتى 19 من الشهر الجاري، حيث سيفتتح منتخب البلد المنظّم هذه النسخة في مواجهة نظيره العماني على أرض ملعب البصرة الدولي.

ويترافق هذا الحدث الرياضي، مع تعهد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بشنّ حملةٍ على مظاهر الفساد في بلاده، التي تحتل المرتبة 157 في مؤشر مدركات الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية.

الفساد في العراق إلى رقعة الضوء

فقد تبخرت وتسربت مليارات الدولارات خارج حدود العراق، التي كانت كفيلة ببناء منشآت رياضية تفوق في هندستها وطاقتها الاستيعابية ملاعب عالمية مثل "كامب نو" في برشلونة، أو "أليانز أرينا" في ميونخ، وحتى إستاد "ويمبلي" الذي تفاخر به المملكة المتحدة.

لكن أتت البطولة الخليجية لتسلط الضوء من جديد على الفساد في العراق، كما أوضاع مدينة البصرة التي تعاني رداءة خدماتها وشوارعها وطرقاتها، والتي يمكن أن تتصدع عند هطول أولى حبات الأمطار.

وبينما لم تفلح الحكومات المتعاقبة في العراق في تغيير واقع مواطني بلاد الرافدين، وصل معدّل البطالة في البلاد إلى أكثر من 16%.

تجهيزات البصرة لبطولة "خليجي 25"
تجهيزات البصرة لبطولة "خليجي 25"

حائط لإخفاء المناطق العشوائية

وعلى مسافة دقائق من ملعبي "الميناء" و"جذع النخلة"، واقع اجتماعي مختلف تمامًا عن الصورة المبهرة للمرفقين الرياضيين، لتنبري السلطات إلى معالجته ليس من خلال خطط تنموية، إنما ببناء حاجز يحيط بالمناطق العشوائية في البصرة.

وبلغت قيمة تشييد هذا الجدار أكثر من 300 مليون دولار، أي ما يضاهي 3 أضعاف ما تمّ دفعه لبناء "أليانز ستاديوم" التابع لنادي "يوفنتوس" الإيطالي.

لإخفاء المناطق العشوائية
لإخفاء المناطق العشوائية

في هذا الصدد، ينتقد القاضي ومحافظ البصرة السابق وائل عبد اللطيف تشييد هذا الجدار بسبب ضخامة الأموال التي أنفقت عليه، حيث كان من الممكن من وجهة نظره أن تساهم هذه الأموال بإنشاء مشاريع تنموية كبيرة مثل معالجة العشوائيات، واستكمال أعمال البناء وتحسين البنية التحتية.

ويردف عبد اللطيف في حديث مع "العربي"، أن هدف السلطات من بناء الحائط هو منع المناظر غير المسرّة في محيط مكان إقامة "خليجي 25"، لافتًا إلى أنه عقب انتهاء البطولة "لن يكون لها أي وقع ملموس".     

فيشرح عبد اللطيف من بغداد: "سيقوم بعض الأطفال والشباب بكتابة ما يشاؤون على هذه الجدران وبالتالي ستصبح بلا فائدة".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close