لجأ مزارع فلسطيني إلى طريقة مبتكرة بعد شح في المياه داخل مزرعته الواقعة ضمن منطقة "ج" الخاضعة إداريًا للاحتلال الإسرائيلي الذي يتحكم بأكثر من 80% من مواردها المائية.
واعتمد المزارع شادي عطاطرة نظام الاستزراع النباتي والسمكي، أو ما يعرف بنظام "أكوابونيك" Aquaponic، واضعًا لمساته الخاصة من خلال استخدام الفحم كبديل للتربة.
ويتشارك المزراعون الفلسطينيون مع عطاطرة في مشكلة المياه، إذ أوضح الأخير أن المزارعين عمومًا في هذه المنطقة يعتمدون على مياه البلدية غير الصالحة للزراعة، الأمر الذي دفعه باتجاه النظام الزراعي المائي المعلق، "أكوابونيك"، بوجود خزان لتربية الأسماك تعود مياهه من تلك التي تروي النباتات في المزرعة.
طريقة واعدة
واختار عطاطرة النظام الذي يعتمد على الزراعة بالفحم، لانخفاض تكلفته مقارنة بالتربة، وقدرة الفحم على مكافحة الأمراض التي تسببها الفطريات، وقال إن مخلفات الأسماك الذائبة بما تحوي من بكتيريا، وخلال خروجها عبر المياه من الخزان الخاص للمزروعات، تعالج الأمونيا والفطريات الموجودة.
وأثنى المهندسون الزراعيون في الضفة الغربية على تلك التجربة في الزراعة، واعتبروها طريقة مبتكرة وواعدة، ومهمة في ظل الأزمات المتعددة التي تشهدها المنطقة.
وفي هذا السياق، قال يوسف معوض، المهندس الفلسطيني الزراعي، في حديث إلى "العربي" من الضفة، إن الفحم يعد بديلًا جيدًا للتربة، كونه يمتاز بالحفاظ على الرطوبة، وبالتالي يوفر بيئة مناسبة للنمو، لكن اعتبر أن من الأفضل استخدام وسائط مختلفة مع الفحم.
وعدد معوض البدائل التي يمكن دمجها مع الفحم، لزراعة أكثر نموًا، مشيرًا إلى أن للفحم في الزراعة فوائد متعددة أهمها زيادة الكربون العضوي في النبات، وتحسين خصوبة التربة، لكنه رأى أن مشكلة الفحم تكمن في سعره داخل غزة مثلاً، إلا إذا تمت صناعته بدمج أشياء أخرى، بحسب معوض.
