يعود تاريخ حمّامات الموصل الأثرية إلى عدة قرون، لكنها أصبحت اليوم مهددة بالاندثار.
ويقول مؤرخون إن تصاميم حمّامات الموصل الأثرية تُشبه تصاميم الحمّامات في بلاد الشام، وهي عبارة عن ردهات صغيرة تؤدي إلى قاعة واسعة.
ارتبط ظهور هذه الحمّامات باحتلال روماني وفارسي للعراق، نقل هذه الصنعة لضرورات عسكرية، ثم تحوّلت إلى معلم ثقافي.
وقال رئيس قسم التاريخ في جامعة الموصل فتحي اللهيبي، في حديث إلى "العربي"، إن تاريخ الحمّامات يعود إلى فترة الاحتلال الروماني والفارسي للعراق، حيث كان الجنود يستخدمونها.
وتشير المصادر التاريخية إلى أن عدد هذه الحمّامات كان يزيد عن 400 حمام، حتى منتصف القرن السابع عشر. غير أنها بدأت بالتراجع لانتفاء الحاجة لها، حتى وصلت إلى أقل من 40 حمّامًا.
ولا زال مرتادوها يستذكرون أيامهم الخوالي فيها، حيث روى أحد الرواد أن الأطفال كانوا يقصدونها للسباحة، وأنها كانت تخضع للترميم بشكل سنوي.
وتضرّرت هذه الحمّامات بسبب الحرب. ويقول باحثون إن استهداف الأماكن التاريخية كان ممنهجًا.
وأوضح أكرم سالم، الباحث في تاريخ المواقع التراثية في الموصل، في حديث إلى "العربي"، أن تدمير المواقع الأثرية كان استهدافا ممنهجا للتاريخ والآثار العراقية.
ولم يقم أصحابها بإعادة إعمارها، كما أن غالبها يعود إلى عدة ورثة.
ويعتبر تغيّر نمط الحياة وعدم جدية الجهات الحكومية في تبنّي مشروع ترميمها، من أسباب تجعل إغلاق أبواب هذه الحمّامات أمرًا حتميًا.
الحمّامات التاريخية جزء مهم من الإرث التاريخي للعراق، حيث تتجاوز أعمار بعضها عدة قرون. ولم تسلم هذه المواقع التاريخية للموصل من نيران الحرب التي جعلت من أغلبها أثرًا بعد عين.
وأوضح خبير الآثار والمؤرخ العراقي الدكتور علي النشمي أن الآثار العراقية تأثرت بالحرب على تنظيم "الدولة" الذي دمّرها وسرق بعضها لتمويل نفسه.
وأشار النشمي، في حديث إلى "العربي"، من بغداد، إلى وجود تراخٍ حكومي في إعادة إعمار هذه المواقع الأثرية، ولم تنفّذ سوى مشاريع إعمار قليلة على غرار جامع النوري، وبعض الكنائس الذي يجري العمل على ترميمها.
أما بالنسبة إلى الحمّامات، فأوضح أنها جزء من الحضارة العربية الإسلامية، لكن مع مرور الزمن، لم تعد هذه الحمّامات ضرورة حياتية واجتماعية.