الأحد 27 أكتوبر / October 2024

زيارة لبايدن لبولندا وخطاب لبوتين.. "فاغنر" تواجه مقاومة أوكرانية في باخموت

زيارة لبايدن لبولندا وخطاب لبوتين.. "فاغنر" تواجه مقاومة أوكرانية في باخموت

شارك القصة

"العربي" يواكب مستجدات الحرب الأوكرانية الروسية (الصورة: غيتي)
تواجه روسيا مقاومة أوكرانية عنيفة في الجبهة الشرقية وتكثف هجماتها مستهدفة البنية التحتية في ضغط مكثف على كييف قبيل زيارة بايدن المنطقة وخطاب مرتقب لبوتين.

في مقابلة نادرة، أعلن رئيس مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة، يفغيني بريغوجين، أمس الجمعة، أن القوات الروسية يجب أن تسيطر على مدينة باخموت الإستراتيجية للمضي قدمًا في حملتها، لكنها تواجه مقاومة شرسة من المدافعين الأوكرانيين.

وأضاف في مقابلة أجراها معه مراسل عسكري روسي، نشرت يوم أمس، أن على روسيا أن تضع أهدافًا واضحة في حملتها المستمرة منذ ما يقرب من عام، ويتمثل ذلك في ترسيخ وجودها بقوة في شرق أوكرانيا، أو المضي قدمًا للاستيلاء على المزيد من الأراضي.

انتقاد للقيادة العسكرية

وتقول موسكو إن قواتها تتقدم باتجاه باخموت وفوغليدار، وهما نقطتان تتركز فيهما المعارك في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، التي أصبحت بؤرة الحرب.

وتلعب "فاغنر" دورًا كبيرًا في هذه المعركة، لا سيما الشهر الماضي في السيطرة على فوغليدار في محيط باخموت والتي شهدت شهورًا من القتال والقصف.

وفي هذا السياق، أفاد المسؤول الموالي لروسيا، دينيس بوشيلين، الجمعة عن تحقيق تقدم في شمال باخموت، حيث قطعت قوات موسكو طريق إمدادات لأوكرانيا، وفي فوغليدار كذلك.

بينما انتقد بريغوجين، وهو رجل أعمال وصاحب مطعم، القيادة العسكرية الروسية وبعض المسؤولين. وقال بريغوجين: "هناك حاجة (للسيطرة على) باخموت حتى تتمكن قواتنا من العمل بشكل مريح".

بايدن في بولندا

يأتي ذلك فيما شنت روسيا أمس هجومًا "مكثفًا" بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة المتفجرة، على مواقع للطاقة في أوكرانيا، وفق ما أعلنت كييف، مؤكدة أن صاروخين عبرا المجال الجوي لرومانيا، الدولة العضو في الحلف الأطلسي، وهو ما نفته بوخارست.

وقبيل الذكرى الأولى للهجوم الروسي على أوكرانيا، يزور الرئيس الأميركي جو بايدن بولندا من 20 إلى 22 فبراير/ شباط، وفق ما أعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار.

وأوضحت جان بيار أن بايدن سيلتقي في إطار الزيارة نظيره البولندي أندريه دودا "للتحدث عن تعاوننا الثنائي وجهودنا المشتركة دعمًا لأوكرانيا، وتعزيزًا لقدرات الردع في حلف شمال الأطلسي".

وزارة الدفاع الرومانية أكدت أنه لم يسجل عبور أي صاروخ في المجال الجوي للبلد، مخالفة بذلك تأكيدات سابقة لقائد الجيش الأوكراني، غير أن بوخارست أشارت إلى رصد صاروخين عبرا على مسافة 35 كلم من أراضيها، ما استدعى إرسال طائرتين تابعتين لسلاح الجو "لتعزيز خيار الرد".

إلا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكّد أن "صواريخ عدة عبرت المجال الجوي لمولدوفيا ورومانيا"، منددًا بـ"تحدّ للحلف الأطلسي" من جانب روسيا.

من جهتها، قامت مولدوفيا، الجمهورية السوفياتية السابقة التي نددت الخميس بأنشطة روسية "لزعزعة الاستقرار" فيها، باستدعاء السفير الروسي احتجاجًا على "انتهاك غير مقبول" لمجالها الجوي.

البنية التحتية مجددًا

وتأتي عمليات القصف الروسية الجديدة على أوكرانيا بعد قيام زيلينسكي بجولة أوروبية زار خلالها لندن وباريس وبروكسل لحث حلفائه الأوروبيين على إمداده بصواريخ بعيدة المدى وطائرات مقاتلة، إذ تحذّر كييف منذ عدة أيام من هجوم ضخم يعد له الجيش الروسي الذي شدد الضغط العسكري على الجبهة الشرقية.

وأعلن زيلينسكي في المساء أنه بحث مع رئاسة أركان جيشه الوضع في هاتين المنطقتين الواقعتين على خط الجبهة، وفي كريمينا إلى الشمال حيث تجري معارك.

وبحسب السلطات الأوكرانية، أطلق الجيش الروسي الجمعة 71 صاروخًا من طراز "كاي إتش 101" و"555" وصواريخ كروز كاليبر، إضافة إلى مسيرات مفخخة من نوع شاهد إيرانية الصنع، أُسقط منها 61 صاروخًا.

وسمعت عدة انفجارات ولا سيما في كييف، فنزل سكان من العاصمة إلى المترو للاحتماء من الضربات الروسية، التي تنفذها موسكو بشكل منتظم منذ تكبدها عددًا من النكسات الميدانية في أكتوبر/ تشرين الأول، حيث تستهدف صواريخها مواقع بنى تحتية للطاقة في أوكرانيا، ما يتسبب بانقطاع الكهرباء والتدفئة عن ملايين الأوكرانيين في وسط الشتاء.

الوضع في زابوريجيا

وأكد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو "إسقاط عشرة صواريخ" فوق العاصمة، مشيرًا إلى أنه "ليس هناك ضحايا" بل "أضرار لحقت بالشبكة الكهربائية".

وبحسب وزارة الطاقة، فقد أصيبت مواقع في ست مناطق أوكرانية، مع تسجيل وضع "صعب" بصورة خاصة في زابوريجيا (جنوب) وخاركيف (شمال شرق) وخميلنيتسكي (غرب).

وقطع التيار بصورة وقائية طارئة في عدة مناطق لتفادي حمولة زائدة على الشبكة، ما سيتسبب بمزيد من الأضرار، بحسب الوزارة.

وفي زابوريجيا أفاد سكرتير المجلس البلدي أناتولي كورتيف على تيليغرام بأن "قسمًا من المدينة محروم من الكهرباء"، مضيفًا: "في ساعة واحدة سجلت 17 ضربة في المدينة، وهو أكبر عدد منذ بداية الهجوم الروسي"، داعيًا السكان إلى "الصمود".

أين السلاح؟

من جهته، كتب مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك على تويتر: "كفى كلامًا وترددًا سياسيًا"، وحض حلفاء أوكرانيا على اتخاذ "قرارات أساسية سريعة" بشأن تسليم أوكرانيا أسلحة قوية.

وتعود الضربات الروسية الكبرى الأخيرة إلى نهاية يناير/ كانون الثاني غداة قرار الغربيين تسليم الجيش الأوكراني دبابات ثقيلة ولا سيما دبابات ليوبارد الألمانية.

وحدهم البريطانيون فتحوا الباب لإمكان تسليم كييف أسلحة ولكن "على الأمد البعيد". أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فلم يستبعد تسليم طائرات حربية غربية في المستقبل لأوكرانيا، لكنه شدد على أن من المستحيل القيام بذلك "خلال الأسابيع المقبلة"، معطيًا الأفضلية للأسلحة "الأكثر فاعلية" بمواجهة هجوم روسي محتمل، مثل مدافع سيزار الفرنسية.

وأكد زيلينسكي الجمعة أنه تلقى خلال جولته الأوروبية "إشارات جيدة جدًا" بشأن الصواريخ والطائرات الحربية، مضيفًا: "لكن ما زال يتعين العمل على هذه المسألة".

وفي روسيا التي تراقب من كثب إمدادات الأسلحة لأوكرانيا، أعلن الكرملين الجمعة أن الرئيس فلاديمير بوتين سيلقي خطابه حول حال الأمة في 21 شباط/فبراير، قبل ثلاثة أيام من ذكرى بداية الهجوم على أوكرانيا. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close