حذّر فريق من علماء البيئة في الجامعة الجنوبية للعلوم والتكنولوجيا الصينية، من انحسار مساحة غابات الجبال، وتقلصها إلى نحو 7% خلال السنوات العشرين الأخيرة، أي ما يعادل 78 مليون هكتار، وهي مساحة تتجاوز كل من ألمانيا وفرنسا معًا.
وكشفت دراسة أعدها هؤلاء العلماء، بأن نحو 42% من هذه الخسائر ناتجة عن قطع الأشجار، و30% عن حرائق الغابات إضافة إلى 25% نشاطات أخرى متعلقة بالنشاط البشري الزراعي.
ونشرت مجلة "وان إرث" العلمية الدراسة، التي أوضحت بأن غابات الجبال في قارة آسيا، كانت الأكثر تراجعًا من غيرها، تليها غابات الجبال في أوروبا التي تقلصت بنسب متقاربة.
وشدد خبراء البيئة في الدراسة، على ضرورة الإكثار من المساحات الخضراء، وتوعية المجتمعات لحمايتها وإيقاف عمليات قطع الأشجار، للحفاظ على التنوع البيولوجي، والمساهمة في وقف التغير المناخي.
خط الدفاع الأول
وفي هذا السياق، يوضح الباحث المتخصص في مجال البيئة والطاقة عدي فواز الربعي أن الدراسة الجديدة التي شارك فيها مجموعة من الباحثين في جامعة ليدز بالمملكة المتحدة، تشير إلى وجود وتيرة متزايدة في فقدان المساحات الخضراء والغابات الجبلية.
ويلفت الربعي في حديث إلى "العربي"، من استديوهات لوسيل، إلى أن فقدان تلك المساحات الخضراء يؤثر سلبًا بشكل كبير على التنوع البيولوجي، والحد من الاحتباس الحراري.
ويشدد على ضرورة الأخذ في عين الاعتبار أن الغطاء الأخضر للأرض هو خط الدفاع الأول عنها، وأساسه هي الغابات التي لا يمكن استبدالها بالمزارع، كون الغابات لديها قدرة استيعابية أكثر فعالية من المزارع في امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
"تجريم قطع الأشجار"
كذلك يشير الربعي إلى أن التنوع البيولوجي الموجود في الغابات لا يمكن توفيره في المزارع، والتي أوضح أنها قد تكون سببًا لإنتاج ثاني أكسيد الكربون، لا سيما الصناعية منها، بسبب استنزافها لبعض مقومات الطبيعة في تأسيسها.
ويرى في حديثه مع "العربي"، أن مسؤولية الدول في مكافحة تقلص مساحات الغابات، ترتكز على إنشاء المحميات الطبيعية، وهذا ما خلصت إليه الدراسة، إضافة إلى التوعية المجتمعية والتي اعتمدتها تلك الدراسة من خلال ملحق بسيط، وبلغة بسيطة، مشددًا على ضرورة وجود عقوبات حازمة ورادعة، تجرم قطع الأشجار.
ويخلص إلى أن "الحراجة البيئية" هي الطريقة الأنسب لقلع الأشجار، عند الحاجة الضرورية لتوفير المساحات، وهي طريقة تعتمد على نقل الأشجار من مكانها إلى مكان يتناسب وظروفها البيئية.