تواجه الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا جنوب آسيا خطرًا وجوديًا بتعرضها للذوبان والتراجع تحت تأثير ضغط نغيّر المناخ.
وقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من مغبة ذوبان الأنهار الجليدية لأنه سيؤدي لارتفاع منسوب مياه البجر وتسرب المياه المالحة ما يدمر معظم أراضي الدلتا التابعة لهذه الأنهار.
ونشرت مجلة "ساينس" دراسة كشفت فيها عن خطورة تسارع نسبة الخسائر بسبب التغيّرات المناخية منها خسارة 26% من مجموع الكتلة الجليدية.
ويشير علماء البيئة إلى أنه في حال سجل الاحتباس الحراري أو المناخي 4 درجات مئوية إضافية فسيحدث أسوأ سيناريو محتمل حيث ستتضرر الأنهار الجليدية التي تعد أكبر خزان للمياه على كوكب الأرض. ويهدد التغير المناخي بإذابة الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا وتعريض أنهار الغانج والسند إلى ضحالة المياه فيها.
"مرحلة صعبة جدًا"
وفي هذا الإطار، تقول الباحثة المتخصصة في بحوث البيئة والمياه ديالا الحسيني: "للأسف وصلنا لمرحلة صعبة جدًا تتطلب إيجاد الحلول السريعة للحفاظ على ما تبقى من هذه الأنهار الجليدية حيث أن سرعة ذوبانها اليوم تفوق بشكل كبير جدًا ما كان عليه الوضع قبل ربع قرن".
وتشدد الحسيني في حديث إلى "العربي" من فيينا على ضرورة إيقاف الوقود الإحفوري للحد من الاستغلال المباشر للموارد الطبيعية في مناطق مثل هضبة التيبت.
كما تشير إلى أننا "نخسر أكبر مصدر للمعلومات العلمية الموجودة تحت طبقات هذه الصخور التي من الممكن أن تخبرنا بما يمكن أن يحدث للمناخ في الأعوام القادمة خاصة أنها تسجل ما حدث خلال السنوات الماضية".
وتوضح الحسيني أنه عند الحديث عن مناطق الذوبان لا يمكن الاكتفاء بالحديث عن الذوبان في جبال الهملايا، لكن أيضًا في منطقة جبال الألب ومناطق سويسرا وأوروبا، مؤكدة أن هناك أنهارًا تذوب بشكل سريع جدًا بسبب الارتفاع في درجات الحرارة.
وتشرح أنه كلما ذابت هذه الأنهار الجليدية تتشكل البحيرات المائية ما يؤدي للتراكم السريع للمياه فيها الأمر الذي يساهم بتصدعات وكوارث وفيضانات كبيرة مثلما حدث في باكستان وفي مناطق مثل البيرو والنيبال.