أعلن المغرب عن تحسين جينات ستة أصناف من القمح والشعير، تقاوم الجفاف والأمراض وترفع الإنتاج.
ويسعى المغرب إلى رفع إنتاجه من الحبوب هذا العام ليصل نحو 70 مليون طن، بعد تراجع في الإنتاج وصل أدنى مستوياته العام الماضي.
فمنذ نحو 14 سنة، يبحث فيليبو باسي تطوير جينات البذور وتحسينها، ففي بنك الجينات التابع للمركز الدولي للبحوث الزراعية بالرباط، ظلت أصناف من البذور محفوظة من دون تدخل للإنسان.
ويوضح الباحث في تحسين البذور فيليبو باسي أن البذور جمعت من طرف باحثين ببنك الجينات من مناطق بعيدة من العالم، لافتًا إلى أنها صنفت وفق تحملها لوضعية مناخية قاسية.
ففي المعهد الوطني للبحث الزراعي تختبر الأصناف، إذ تضع الباحثة حفصة القباج آلاف البذور المنتقاة بغرض تهجينها وتكثيرها، والخروج بأصناف جديدة توجه إلى الزراعة، حيث تفحص جودة بذور القمح الصلب والقمح اللين والشعير التي حُسنت بعد تعريضها لظروف مناخية قاسية.
وكان المغرب قد أطلق خطة الجيل الأخضر بغية دعم زراعات مقاومة للتغيرات المناخية، وتحسين دخل المزارعين وزيادة الإنتاج بحلول 2030.
وتمثل المساحات المزروعة أكثر من أربعة ملايين هكتار بالمغرب، 70% منها مزروعة بالحبوب، وتسهم في نحو 20% من الناتج المحلي الإجمالي.
وحسب مراسل "العربي"، فإن أصنافًا جديدة ومطورة من القمح والشعير ستطرح قريبًا في السوق المغربية بعد خضوعها للتجريب لنحو 4 سنوات، قد تشكل مخرجًا من أزمة نقص الإنتاج، بسبب توالي الجفاف وطول فترته.
ما هي أهداف تحسين الحبوب؟
وفي هذا الإطار، يوضح منسق البرنامج الوطني للحبوب بالمعهد الوطني للبحث الزراعي عبد الرزاق جلال أن عملية تطوير أصناف جديدة من الحبوب تهدف إلى الرفع من الإنتاجية، وتحسين الجودة عن طريق خلق سمات محتوى غذائي جيد، وخفض تأثير التغير المناخي عن طريق تطوير أصناف تتحمل الجفاف وارتفاع الحرارة.
كما تهدف حسب جلال، إلى الحد من التأثير البيئي عن طريق الخفض من استعمال المبيدات والأسمدة، وكذلك الحفاظ على التنوع البيولوجي عن طريق استنباط أصناف لعدة مناطق بالمغرب.
وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة المغربية الرباط، يشير إلى أن الأصناف التي حُسنت هي الشعير، والقمح الصلب، والقمح اللين، بغية التأقلم مع التغيرات المناخية.
لمقاومة الجفاف والأمراض.. #المغرب يحسن جينات 6 أصناف من القمح والشعير تقرير: عبد الصمد الجيطيوي#صباح_جديد pic.twitter.com/TLWwP76jFs
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 9, 2023
ويشرح جلال أن عملية تحسين البذور خاصة التي تحتاج لكميات قليلة من المياه، يمكن زرعها في المناطق الجافة وشبه الجافة، مشيرًا إلى أن هذه العملية ترفع المردودية وتساهم في بلوغ الهدف المرجو من الناحية الإنتاجية بالمغرب.
ويخلص إلى أن الأصناف الجيدة من البذور التي تتميز بالمرونة يمكن أن تتلاءم مع جميع المناطق المغربية، رغم الظروف المناخية والمتغيرات، مشيرًا إلى أن المغرب يمكنه من وراء هذه العملية الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من ناحية الحبوب التي تعد موردًا هامًا للمواطن المغربي.