السبت 16 نوفمبر / November 2024

"القاتل الصامت".. ما هي مخاطر ارتفاع حموضة مياه المحيطات؟

"القاتل الصامت".. ما هي مخاطر ارتفاع حموضة مياه المحيطات؟

شارك القصة

الباحث المتخصص في التنمية والسياسات البيئية حسان التليلي يشرح خطورة تفاقم ظاهرة حموضة مياه المحيطات (الصورة: غيتي)
يهدد ارتفاع حموضة مياه المحيطات بتدمير البيئات البحرية بحلول نهاية هذا العقد إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لمعالجته والحد من آثاره.

بدأت ظاهرة ارتفاع حموضة مياه المحيطات تتفشى بسرعة، حيث تعد من أكثر التهديدات خطورة على النظم البيئية البحرية، وفق العلماء.

ولمواجهة هذه المشكلة، ابتكر فريق بحثي دولي بقيادة أكاديمية كاليفورنيا العلمية، ورقة عمل للحكومات في جميع أنحاء العالم، لاتخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذه الخطورة.

وينخفض الرقم الهيدروجيني لمياه البحر، بسبب امتصاصها ثاني أكسيد الكربون الذي يطلق في الجو، إثر الأنشطة البشرية المدمرة للبيئة، كإزالة الغابات.

وعند ذوبان ثاني أكسيد الكربون في المحيط، تتحوّل المياه إلى وسط حمضي، ما يؤثر سلبًا على حياة الكائنات البحرية مثل المحار والشعاب المرجانية.

ويصف علماء البيئة هذه الظاهرة بـ "القاتل الصامت"، الذي يهدد بتدمير البيئات البحرية بحلول نهاية هذا العقد إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.

"مشكلة حياتية"

إلى ذلك، قال الباحث المتخصص في التنمية والسياسات البيئية، حسان التليلي، إن هذه الظاهرة تنتج عن امتصاص الغازات الدفيئة لا سيما ثاني أكسيد الكربون الذي يتحلّل في البحر والمحيط، وبالتالي تحدث عملية كيميائية في البحر تزيد من حموضة المياه.

ولاحظت اللجنة الدولية المعنية بالتغير المناخي في تقريرها السادس، ازدياد الحموضة في المحيطات والبحر منذ بداية الثورة الصناعية بنسبة تتراوح بين 30% و50%، ويُتوقّع أن تصل إلى 150% في حال استمرت انبعاثات أكسيد الكربون، وواصلت درجات الحرارة ارتفاعها، وفق حديث التليلي إلى "العربي" من  باريس.

وأكد أن حموضة المياه تُعد "مشكلة حياتية" بالنسبة لكوكب الأرض وسكانه، إذ تؤثر على التنوع الحيوي والسلسلة الغذائية في المحيطات، متحدثًا عن وجود 3 مليارات شخص في العالم يعتمدون على ثمار البحر في معيشتهم، كما أن 50% من الأكسجين في الكون تنتجه المحيطات، وهو ما سيؤثر على إنتاجه إذا تفاقمت هذه الظاهرة.

وبحسب التليلي، يأتي حرق الوقود الأحفوري في مقدمة الأنشطة البشرية التي تساهم في ارتفاع حموضة المياه، مشددًا على وجوب الحد من استخدامه والتخفيف من الأنشطة التي تُستعمل فيها النيترات والفوسفات وتعزيز الثقافة البيئية في العالم، خاصة بما يتعلق بالبيئة البحرية، منعًا لارتفاع نسبة الحموضة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي