كشفت مصادر إعلامية فلسطينية عن قيام النظام السوري بتغيير اسم مخيم اليرموك في العاصمة دمشق إلى شارع اليرموك.
وإضافة إلى تغيير اسم المخيم، قامت محافظة دمشق التابعة للنظام بإزالة جميع الرموز الفلسطينية من المنطقة، بعد الانتهاء من ترميم معظم شوارع المخيم وإعادة تأهيلها.
واعتبر أهالي المخيم هذه الخطوة "محاولة لطمس هوية المخيم"، ودليلًا على التوجّه لتمييع فكرته، فعلى الرغم من ترويج النظام للقيام بمشاريع في المخيم إلا أنّ عجلة الحياة فيه شبه متوقفة.
أما عن الناحية الأمنية، فإنّ المخيم يشهد عمليات سرقة ونهب وُصِفت بالمنظمة من قبل قوات النظام، والمجموعات الموالية لها، رغم مناشدات النظام السابقة للموالين بوقف السرقات والتدخل في القضية.
النظام السوري يغير اسم مخيم #اليرموك ويزيل كافة الرموز الفلسطينية في محاولة لطمس هويته#العربي_اليوم pic.twitter.com/HyrrtfIlCK
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 12, 2023
تغيير معالم اليرموك.. "حلم إسرائيلي"
وأثارت خطوة محافظة دمشق التابعة للنظام، غضب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا أن تغيير معالم مخيم اليرموك واسمه لطالما كان حلمًا إسرائيليًا.
وكان المخيم شاهدًا على مراحل تاريخية مهمة، حتى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق آرييل شارون كان قد توعد سكانه خلال فترة توليه وزارة الدفاع، حين اجتاحت قوات الاحتلال العاصمة اللبنانية بيروت صيف عام 1982، قائلًا: "لك يوم يا مخيم اليرموك" .
ورأى نشطاء في هذه الخطوة التي أقدمت عليها المحافظة، محاولة لطمس هوية المخيم، تزامنًا مع ترويج النظام السوري لمشاريع من شأنها تشجيع اللاجئين الفلسطينيين للعودة إليه، رغم آثار الدمار التي تمنع الناس من الوصول إلى داخل المخيم، في كل من أحياء "العروبة" و"التقدم"، و"مجد الكروم"، و"8 آذار".
وهذه الأحياء والمناطق لطالما شكلت في السابق الأكثرية السكانية للمخيم.
مخيم اليرموك والنظام و"المخطط التنظيمي"
من جهته، يرى الكاتب والصحافي وليد يحيى أنّ خطوة النظام السوري تشكّل تتّمة لخطوات بدأت منذ العام 2018، عندما حُلّت اللجنة المحلية لمخيم اليرموك، التي أسّست عام 1964 لحفظ الهوية والخصوصية السياسية والوطنية لمخيم اليرموك.
ويشير في حديث إلى "العربي"، من بيروت، إلى أنّ الخطوة الثانية كانت عام 2020 عندما فاجأت محافظة دمشق أهالي اليرموك بالإعلان عن مخطط تنظيمي للمخيم، يقسّمه إلى عدّة مناطق، ويسمح بعودة 40% فقط من أهالي اليرموك التي تقع منازلهم في المناطق الأقلّ ضررًا.
وفيما يلفت إلى حراك اعتراضي حصل على كلّ هذه الخطوات، يكشف أنّ النظام لجأ في محاولة للملمة الضجة، إلى التسريع بإصدار موافقات أمنية لعودة الأهالي، لكنّ هذه الموافقات الأمنية بقيت محصورة في المناطق التي نصّ عليها المخطط التنظيمي، وبالشروط نفسها.
وشهد مخيم اليرموك دمارًا كبيرًا خلال عمليات القصف الجوي والصاروخي التي شنّها النظام السوري عام 2018، حيث تحوّل حينها إلى سابع أكبر نقطة دمار في سوريا خلال الحرب وفق مسحٍ أجرته وكالة الأمم المتحدة للتدريب والبحث عام 2019.
وكان عدد سكان المخيم من اللاجئين الفلسطينيين قبل عام 2011 يصل إلى نحو 144 ألف شخص حسب موسوعة المخيمات الفلسطينية، وهو واحد من ثلاثة مخيمات غير رسمية في سوريا.