تتصاعد مجددًا أزمة السيولة المالية الكافية لتوصيل مساعدات إنسانية في أفغانستان. وأعلن مسؤولون في الأمم المتحدة أن المنظمة الدولية لا تستطيع الحصول على أموال كافية لتوصيل مساعدات إنسانية إلى ملايين من الأفغان باتوا على شفا المجاعة، لكنها تسعى إلى إيجاد خيارات للمساعدة في استقرار الاقتصاد المتداعي.
وحذرت الأمم المتحدة مرارًا من أن الاقتصاد الأفغاني على شفا الانهيار، وهو ما سيساهم على الأرجح في أزمة لاجئين.
وقال مسؤول كبير بالأمم المتحدة إن هناك حاجة في نهاية المطاف إلى حلول سياسية، في إشارة على ما يبدو إلى تخفيف العقوبات ومناشدة الحكومات والمؤسسات بالإفراج عن أصول أفغانية محتجزة في الخارج قيمتها مليارات الدولارات.
وكان المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، قد قال الإثنين إن موسم الشتاء القادم سيجبر ملايين الأفغان على الاختيار بين الهجرة والمجاعة، وأكد على أن النظام الغذائي في البلاد قد انهار "إلا إذا تمكّنا من زيادة مساعداتنا التي يمكن أن تنقذ حياة السكان".
مشكلات تتعلق بالتأمين
وتسابق وكالات الأمم المتحدة الزمن لإيجاد سبل لضخ كميات كبيرة من الدولارات الأميركية في أفغانستان؛ لمكافحة أزمة سيولة مستمرة منذ أطاحت حركة طالبان بالحكومة المدعومة من الغرب في أغسطس/ آب. وأطلع المسؤول رويترز على بعض الخيارات المقترحة.
وذكر المسؤول أن ضخ دولارات أميركية في أفغانستان توقف منذ سيطرة طالبان على السلطة، وأضاف أنه إذا لم تقم البلدان والمؤسسات المالية الدولية بما عليها فقد تضطر الأمم المتحدة إلى سد هذه الفجوة.
وقال إن أحد الخيارات المقترحة هي استخدام بنك أفغانستان الدولي الذي يمكنه جلب وتخزين الأموال، لكن ثمة مشكلات تتعلق بالتأمين. وتابع أن الأمم المتحدة تعلم أن خيارًا واحدًا لن يكون كافيًا، وهناك حاجة لعدة مسارات لتوفير سيولة كافية في أفغانستان.
ودعا أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة صندوق النقد الدولي إلى الموافقة على إعفاءات أو آليات لضخ أموال في أفغانستان. ويمنع الصندوق طالبان من الحصول على احتياطيات طوارئ جديدة تقدر بنحو 440 مليون دولار.
ومعظم أصول البنك المركزي الأفغاني في الخارج التي تبلغ نحو عشرة مليارات دولار مجمدة أيضًا ومعظمها في الولايات المتحدة. وقالت وزارة الخزانة الأميركية إنه ليس لديها أي خطط للإفراج عن هذه الأموال.
وأحد العناصر الرئيسية في خطط الأمم المتحدة لضخ أموال في أفغانستان هو منح العائلات الأفغانية الفقيرة أموالا نقدية مباشرة.