كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحافي في العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الجمعة، أنه سيتم إعادة فتح السفارتين في السعودية وإيران "في الأيام القليلة المقبلة".
لكن الوزير الإيراني لم يذكر موعدًا محددًا لإعادة فتح سفارتي البلدين، اللذين اتفقا في مارس/ آذار على استئناف العلاقات بينهما.
وأُغلقت السفارة الإيرانية منذ أن قطعت السعودية علاقاتها مع إيران عام 2016 بعد اقتحام سفارتها في طهران على خلفية خلاف شديد بين البلدين بشأن إعدام الرياض لرجل دين شيعي. وطلبت المملكة فيما بعد من الدبلوماسيين الإيرانيين مغادرة أراضيها في غضون 48 ساعة بينما أجلت طاقم العاملين من السفارة السعودية في طهران.
كما بدأت العلاقات تدهورها في 2015 في أعقاب تدخل السعودية والإمارات في حرب اليمن بعدما أطاحت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران بالحكومة المدعومة من السعودية وسيطرت على العاصمة صنعاء.
الاتفاق على إنهاء الخلافات
وحينذاك، اتهمت السعودية إيران بتقديم السلاح للحوثيين، الذين هاجموا المدن السعودية بطائرات مسيرة مسلحة وصواريخ باليستية.
وعام 2019، اتهمت الرياض طهران مجددًا بالمسؤولية عن هجوم استهدف منشآت نفط تابعة لشركة أرامكو ما أسفر عن توقف نصف إنتاجها النفطي. لكن إيران نفت تلك الاتهامات.
وقد ساهم العداء بين الخصمين الإقليمين والمنتجين الكبيرين للنفط في تأجج صراعات في أنحاء المنطقة إلى أن اتفقا في الشهر الماضي على إنهاء الخلاف الدبلوماسي وإعادة فتح البعثات الدبلوماسية بموجب اتفاق توسطت فيه الصين.
استئناف العلاقات بين #السعودية و #إيران 👇 pic.twitter.com/1lEH9vfMte
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 10, 2023
وقال عبد اللهيان في ختام اجتماعاته مع مسؤولين لبنانيين من بينهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله: "خلال الاتصال الهاتفي الأخير بين وزيري خارجية إيران والسعودية في عيد الفطر السعيد اتفقنا على أن نعمل في الأيام القليلة المقبلة على إعادة افتتاح السفارات الإيرانية والسعودية في طهران والرياض".
"مناخات هامة على مستوى المنطقة"
وأشار إلى أن "المنطقة تسير نحو التعاون وتضافر الجهود، ونحن لا نقيم التقارب بين إيران والسعودية على أنه يصب في مصلحة البلدين فقط بل في مصلحة المنطقة برمتها".
وأضاف الوزير الإيراني أن التطورات الإيجابية بعد الاتفاق "وعودة الانفتاح العربي على سوريا تفتح مناخات بالغة الأهمية على مستوى المنطقة، ولا شك أن لبنان يحتل مكانة مرموقة في هذه المنطقة".
ويعول المسؤولون اللبنانيون على الاتفاق الإيراني السعودي لحل الأزمة الاقتصادية اللبنانية المتفاقمة منذ عام 2019. ويعيش لبنان حالة فراغ رئاسي منذ غادر الرئيس السابق ميشال عون القصر الجمهوري في أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي.
وقال عبد اللهيان: "ما سمعناه من المسؤولين اللبنانيين يوحي بالتفاؤل".