الخميس 19 Sep / September 2024

إسرائيل تعود إلى سياسة الاغتيالات.. هل تتجه غزة إلى حرب جديدة؟

إسرائيل تعود إلى سياسة الاغتيالات.. هل تتجه غزة إلى حرب جديدة؟

شارك القصة

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش مآلات التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة وتتساءل عن دلالات وأهداف عودة إسرائيل إلى سياسة الاغتيالات (الصورة: غيتي)
ما هي أهداف التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة؟ وما هي حقيقة عودة سياسة الاغتيالات؟ وكيف سيكون ردّ الفصائل الفلسطينية؟ وما التداعيات المحتملة للردّ؟

في غزة مجزرة راح ضحيتها 15 شهيدًا، منهم نساء وأطفال. عادت إسرائيل إلى سياسة التصعيد في القطاع عقب هدوء نسبي متقطّع أخيرًا.

وجاء القصف بعد أيام قليلة من مواجهات محدودة بين جيش الاحتلال و"الجهاد الإسلامي" إثر استشهاد القيادي في الحركة الأسير خضر عدنان نتيجة إضرابه عن الطعام.

كما جاء التصعيد ليُبعثر أوراق تفاهمات التهدئة غير المُعلنة بين فصائل غزة والحكومة الإسرائيلية، ضاربًا جهود الوسطاء بعرض الحائط.

في هذا السياق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر سياسية أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وجّه أجهزة الأمن بالعودة إلى سياسة الاغتيالات.

لكن هذا الموقف لم يكن مفاجئًا، نظرًا لنقاشات ساخنة شهدها أخيرًا المستويان الأمني والسياسي في إسرائيل، بشأن عودة سياسة الاغتيالات لتحقيق أهداف على رأسها، وفق المفهوم الإسرائيلي، "إعادة قوة الردع" بعد تآكلها، علاوة على حسابات داخل الحكومة الإسرائيلية تتعلّق بسعي نتنياهو إلى إرضاء وزرائه الأكثر تطرفًا، خصوصًا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية: إنّ إسرائيل أخطأت في حساباتها، وستدفع ثمن جريمتها. بينما أكدت حركة "الجهاد الإسلامي" أنّها ستثأر لدماء شهدائها، مشيرة إلى أنّ كل السيناريوهات والأدوات مطروحة للردّ على الاحتلال.

تبعًا لذلك، تتوجه الأنظار إلى قطاع غزة لمعرفة طبيعة ردّ الفصائل على القصف الإسرائيلي، وفيما إن كانت حركة "حماس" ستُشارك في أي مواجهة مقبلة. فمشاركتها تعني على الأغلب دخول القطاع في مواجهة طويلة مع إسرائيل على غرار حروب سابقة كان آخرها معركة "سيف القدس" 2021.

"قصف يندرج ضمن حسابات نتنياهو الشخصية "

وفي هذا الإطار، أوضح رامي منصور، رئيس تحرير موقع "عرب 48" أنّ إسرائيل قد تبرّر أنّ القصف على قطاع غزة هو لأهداف أمنية، إلا أنّه لا يمكن عزله عن الحسابات السياسية لنتنياهو.

وقال منصور في حديث إلى "العربي" من حيفا: إنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هي التي تتخذ القرار بتحديد الشخصيات المستهدفة بالاغتيال، إلا أنّه لا يمكن عزل الحسابات السياسية لنتنياهو لناحية التوقيت مع الاحتجاجات ضد التعديلات القضائية، وفي ظل مزايدات من بن غفير حول أنّ نتنياهو لا يقوم بعمليات اغتيال كافية في القطاع أو عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية، ومع تراجع شعبية نتنياهو وقوة ائتلافه الحاكم بعشرة مقاعد.

وأضاف أنّ إسرائيل علّقت الاغتيالات السياسية في قطاع غزة حيث أدركت منذ اغتيال الشيخ أحمد ياسين أنّ الاغتيالات لا تترك فراغًا في القيادات، بل تؤدي إلى قيادات شابّة أكثر جرأة من سابقاتها وأكثر تسليحًا نوعًا وكمًا، إضافة إلى الكلفة البشرية التي كانت تنتج عنها من استشهاد المدنين والأطفال والنساء.

لكنّه أكد في الوقت نفسه أنّ الاغتيالات الإسرائيلية مستمرة في الضفة الغربية بشكل يومي منذ أكثر من عام ونصف عندما أطلقت تل أبيب عملية "كاسر الأمواج" والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم.

"لا يُمكن استبعاد أي أسلوب للردّ الفلسطيني"

بدوره، شرح إياد القرّا، الكاتب والمحلل السياسي، أنّ الاغتيالات لا تؤثر على قيادات الفصائل الفلسطينية التي أصبحت تتمتّع بمنظومة سياسية وأمنية وعسكرية قادرة على اتخاذ القرار والاستمرار والعمل في ظروف صعبة وقاسية.

وقال القرّا في حديث إلى "العربي" من غزة: إنّ إسرائيل تلجأ إلى الاغتيالات لمنع وصول بعض قيادات المقاومة إلى مناصب متقدّمة، ولإرضاء الجمهور الإسرائيلي وتثبت له أنّها قادرة على المبادرة والتصدّي لقيادات العمل المقاوم ضد إسرائيل.

وأضاف أنّه لا يُمكن استبعاد أي أسلوب للردّ الفلسطيني على الاغتيالات الإسرائيلية، حتى بما فيها العمليات الاستشهادية والتفجيرية داخل الأراضي المحتلة، وإطلاق الصواريخ من الحدود مع قطاع غزة، خاصة وأن القدرة الصاروخية للمقاومة الفلسطينية تطوّرت بشكل هائل خلال السنوات الأخيرة.

"القاهرة تتحرّك باتجاه الضغط على إسرائيل"

من جهته، أكد السفير حمدي صالح مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أنّ القاهرة غاضبة جدًا من نقض تل أبيب كل وعودها في شرم الشيخ والعقبة.

وقال صالح في حديث إلى "العربي" من القاهرة: إنّ هذا التصعيد الإسرائيلي إجرامي لا إنساني نظرًا لسقوط ضحايا من المدنيين، ونوع من أنواع تصدير الصراعات الداخلية، وهو ما يُنذر بعودة نظرية الردع التي قد تؤدي بدورها إلى وضع بالغ الخطورة في المنطقة ككل.

وأضاف أنّ مصر ترى أنها معنية بكيفية التوجّه نحو التهدئة، لكن ليس بأي ثمن، مشيرًا إلى أنّ الثمن يجب أن يكون بالعودة إلى الحد الأدنى من الالتزام بما جرى الاتفاق عليه.

وأكد أنّ القاهرة بدأت بالتحرّك باتجاه الضغط على إسرائيل، بالتعاون مع الدول العربية والاتصال المباشر مع الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي مع وجود مؤشرات إلى أنّهما غير راضيين عن هذا التصعيد.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close