السبت 14 Sep / September 2024

محسن دلول وحل الميليشيات في لبنان.. ماذا قال عن اغتيال كمال جنبلاط؟

محسن دلول وحل الميليشيات في لبنان.. ماذا قال عن اغتيال كمال جنبلاط؟

شارك القصة

الوزير اللبناني الأسبق محسن دلول يتحدث لبرنامج "وفي رواية أخرى" عن الحرب الأهلية والمسؤولية التي كُلف بها في حل الميليشيات.
يتحدث الوزير اللبناني الأسبق محسن دلول عن سنوات الحرب الأهلية والمسؤولية التي كُلف بها في حل الميليشيات ونزع سلاحها، وعن علاقته بدمشق.

يستكمل الوزير اللبناني الأسبق محسن دلول الحديث لبرنامج "وفي رواية أخرى" عن محطات مهمّة من تاريخ لبنان وخصوصًا خلال الحرب.

ويتطرق دلول في الجزء الثاني من سلسلة الحلقات التي حل ضيفًا فيها ضمن البرنامج الذي يقدمه بدر الدين الصائغ إلى سنوات الحرب الأهلية اللبنانية والمسؤولية التي كُلف بها عقب توقيع اتفاق الطائف (1989) المتمثلة في حل الميليشيات ونزع سلاحها.

تحدث الوزير الأسبق محسن دلول عن الدور الذي أسند إليه لحل الميليشيات بعد الحرب
تحدث الوزير الأسبق محسن دلول عن الدور الذي أسند إليه لحل الميليشيات بعد الحرب

وحول اغتيال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي كمال جنبلاط عام 1977، يقول محسن دلول إن من اغتاله هو كل العرب والعالم لأن الاغتيال لا يكون بقرار فردي، كاشفًا أنه نقل في إحدى المرات رسالة إلى جنبلاط من وزير خارجية تونس الراحل الحبيب الشطي الذي كان زميلًا لجنبلاط من الدراسة في فرنسا يبلغه فيها بأن ينتبه "ولا يحاول قطع الخيوط التي تسير لأنها تقطعه".

"تصفية منفذي عملية اغتيال كمال جنبلاط"

ويروي أن القاضي الذي كُلف كمحقق عدلي في قضية اغتيال كمال جنبلاط ويدعى حسن قواس زار شيخ عقل الطائفة الدرزية آنذاك الشيخ محمد أبو شقرا لإبلاغه بهوية من اغتال جنبلاط، فقال له أبو شقرا: "أغلق الملف فليس لنا مصلحة بمعرفة من قتل كمال جنبلاط".

ويكمل دلول: "عندما زار قواس وليد نجل الراحل كمال جنبلاط لإطلاعه على ملف التحقيق، رمى الأخير الملف في المدفأة"، معتبرًا أن جميع العرب والدول تخلت عن كمال جنبلاط.

دلول يكشف أنه أُبلغ لاحقًا أن جميع من نفذوا عملية الاغتيال تمت تصفيتهم، لافتًا إلى أن المنطقة التي اغتيل فيها كانت تحت سيطرة "قوات الردع السورية" آنذاك.

وردًا على سؤال حول المستفيد من غياب كمال جنبلاط من المشهد السياسي اللبناني يجيب محسن دلول: "أعتقد أن كثرًا تضرروا من غيابه، ومن استفادوا حينها من العملية تضرروا في وقت لاحق، خصوصًا أن ردة الفعل على اغتياله كانت بمثابة كارثة".

ويؤكد أنه شعر بالضياع والخوف على البلد والقضية عندما تبلغ باغتيال جنبلاط وبأن ما حصل "ضربة قاضية يستحيل علينا الوقوف من بعدها".

ويروي أنه في الفترة الأولى كان من الصعب على وليد جنبلاط أن يملأ الفراغ الذي تركه والده بعد اغتياله، لأن شخصية جنبلاط كانت كبيرة جدًا، لكن دلول يرى أن وليد جنبلاط ملأ هذا الفراغ في ما بعد ولا سيما أنه يمتلك "مرونة" في التعاطي السياسي، واستطاع أن يجمع جميع الدروز تحت عباءته وهو ما لم يستطع والده القيام به بحسب دلول.

تسلم وليد جنبلاط قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي بعد اغتيال والده كمال جنبلاط
تسلم وليد جنبلاط قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي بعد اغتيال والده كمال جنبلاط

وعن خلافه مع وليد جنبلاط، يقول دلول إن جنبلاط هو من فصله من الحزب التقدمي الاشتراكي نظرًا إلى الاختلافات بينهما في الأفكار والآراء.

أحداث 1982 وحرب الجبل

وحول الأحداث التي حصلت عام 1982 في لبنان بعد اندلاع الحرب الأهلية (1975) من اجتياح إسرائيلي وانتخاب ثم اغتيال رئيس الجمهورية آنذاك بشير الجميل وتسلم شقيقه أمين الرئاسة، يرى وزير الدفاع اللبناني الأسبق أنها أدت إلى حرب الجبل في وقت لاحق.

ويقول إنه كان بإمكان أمين الجميل لدى تسلمه سدة الرئاسة القيام بمصالحة في لبنان، إلا أنه إما لم يستطع نظرًا إلى معارضة مناصري شقيقه الراحل له أو أنه لم يرغب القيام بذلك.

وعن تقييمه لأداء "الحركة الوطنية" بعد العام 1982 وتحالف الحزب الاشتراكي والمقاومة الفلسطينية في لبنان، يقول دلول إن هذا الأمر لم يكن في مصلحة البلد في مرحلة معينة مع تحمل اللبنانيين عبئًا أكبر من طاقتهم، وبمرحلة أخرى صب في مصلحة لبنان.

ويعتبر أنه من الطبيعي أن فتح وياسر عرفات كانا ينظران إلى القضية الفلسطينية بمعزل عن المصلحة اللبنانية، خصوصًا وأنه كان مسؤولًا عن هذه القضية الفلسطينية.

حل الميليشيات

محسن دلول الذي تم تكليفه بأدوار بعد الحرب الأهلية أهمها نزع سلاح الميليشيات اللبنانية، يقول إنه لا يعلم لمَ تم إسناد هذه المهمات الكبيرة إليه، كما لم يعلم في حينه لمَ تم تعيينه وزيرًا للزراعة. ويروي أنه أثناء حضوره مؤتمرًا زراعيًا في عمّان تلقى اتصالًا من قبل رئاسة الحكومة طُلب فيه منه قطع زيارته والعودة.

ويقول إنه علم من خلال راديو "مونت كارلو" حينها أنه تم تكليفه ووزير الدفاع حينذاك ألبير منصور لمفاوضة الميليشيات لحلها بعد الحرب، متحدثًا عن صعوبة هذا الأمر نظرًا لكون كل ميليشيا في وقتها أقوى من الجيش الذي كان الحلقة الأضعف.

محسن دلول: الميليشيات كانت أقوى من الجيش اللبناني خلال الحرب الأهلية
محسن دلول: الميليشيات كانت أقوى من الجيش اللبناني خلال الحرب الأهلية

ويلفت إلى أنه في حينه ارتأى ومنصور تفكيك العناصر التي كانت تكوّن الميليشيات وهي المال من خلال استيفائه من قبل الدولة، والعناصر عبر سحبها من سيطرة هذه الجماعات، والسلاح عبر الطلب من الميليشيات التخلص منه عبر بيعه أو تقديمه للجيش.

وبعدها تم حل الميليشيات وتسلمت الدولة الدوائر العقارية والمطار والمرفأ بحسب دلول.

وعن السلطة التي استندوا عليها في حينه لحل تلك الميليشيات، يقول محسن دلول إنها كانت تأتي من الجانب السوري الذي كان جيشه موجودًا في لبنان.

عون والرهان على صدام حسين

وعن علاقته بقائد الجيش في حينه ميشال عون، يقول إن مقربين من عون بينهم ضابط اتصلوا به في حينه لتبني ترشيحه لرئاسة الجمهورية، وأمن له زيارة إلى سوريا، إلا أن الجانب السوري طلب وقتها برنامجًا للرئاسة من أجل تأييده، وقدم برنامجه إلى جانب مرشحين آخرين وسلمه لألبير منصور الذي نقله ودلول بدورهما إلى عبد الحليم خدام بحسب رواية دلول.

ويقول محسن دلول: "في حينه أرسل العراقيون أموالًا لعون مقابل إعلانه حرب التحرير على السوريين".

ويضيف: "عون راهن على فوز صدام حسين في الحرب على الأميركيين خلال اجتياح الكويت، وأبلغته أنه في حال لم يمتثل للشرعية فالجيش السوري سيتدخل، وهذا ما حصل عندما قصفت الطائرات السورية القصر الرئاسي الذي كان يسمى قصر الشعب في حينه" قبل أن يغادر عون إلى المنفى في فرنسا.

وحول علاقته بسوريا في ذلك الوقت يقول دلول: "أنا لبناني وأعتز بلبنانيتي وعروبتي، ولي علاقة مميزة مع سوريا واستعملتها لخدمة لبنان، ولم أشعر يومًا أنني أخالف قناعاتي".

وردًا على اتهامه بأنه من أكثر من ساعد وساهم بترسيخ الهيمنة السورية على لبنان، ينفي دلول هذا الأمر، ويقول: "علاقة معظم القادة اللبنانيين مع غازي كنعان (رئيس شعبة الاستخبارات السورية في لبنان سابقًا) في تلك الفترة كانت أوثق من علاقتي معه".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close