وصف عضو جبهة الخلاص الوطني في تونس عز الدين الحزقي في تصريح لـ"العربي" وقوف رئيس الجبهة أحمد نجيب الشابي أمام قاضي التحقيق بتهمة "الإرهاب" بالأمر المزعج.
وكان رئيس جبهة الخلاص المعارضة قد تم استنطاقه أمس الجمعة من قبل قاضي التحقيق، بتهمة "التآمر على أمن الدولة"، قبل الإبقاء عليه بحالة سراح، بحسب ما أفاد مراسل "العربي".
ووصف الحزقي في حديثه إلى "العربي" من تونس، رئيس جبهة الخلاص الوطني بـ"المقاتل الشرس عن الحريات والديمقراطية". وقال: "لقد عشت اليوم أكبر مهزلة في تاريخي السياسي المستمر منذ 50 عامًا".
"تلهية للناس"
واتهم رئيس جبهة الخلاص الوطني أمس الجمعة، الرئيس التونسي قيس سعيّد بـ"تجريم" ممارسة العمل السياسي في البلاد، وذلك قبل دخول الشابي إلى التحقيق لدى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب في العاصمة، حيث يحقق القضاء مع العشرات من المعارضين في ما بات يعرف بـ"قضية التآمر على أمن الدولة".
وقال الحزقي في حديثه إلى "العربي"، إنّ الرئيس سعيّد "ضاقت به السبل ولم يعد له حل باعتباره يفتقد إلى أيّ رؤية أو مشروع أو برنامج، وهو ما دفعه لمعاقبة المعارضين لتلهية الناس عن المشاكل الحقيقية التي تعاني منها البلاد، سواء من جهة فقدان المواد الغذائية الأساسية أو الهجرة والبطالة".
وكان الشابي قد أكد أنه لن يتعاون مع التحقيق، وقال: "لن تجدوا شيئًا تنسبونه إليّ من قبيل التآمر على أمن الدولة. الصراع ليس معكم، الصراع مع قيس سعيّد".
"أول سجينة سياسية في التاريخ الحديث"
وشهدت البلاد أمس، لقاء تضامنيًا شارك فيه عشرات الحقوقيين والناشطين، الذين أعلنوا تضامنهم مع عضو آخر في جبهة الخلاص، وهي الموقوفة شيماء عيسى المعارضة، وطالبوا بإطلاق سراح الموقوفين السياسيين.
ونظم اللقاء عائلة عيسى، بالتنسيق مع عائلات "معتقلي الحرية"، بحضور ممثلين عن جبهة الخلاص، وعدد من ممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات وطنية.
وكانت عيسى قد أوقفت منذ 11 فبراير/ شباط الماضي بالتهمة نفسها التي تطال أغلب المعارضين، وقال الشابي، في كلمة له بافتتاح اللقاء بعد ساعات من مثوله أمام قاضي التحقيق: إن "شيماء وعشرات السياسيين اليوم يدفعون ثمن إجهارهم بكلمة الحق".
"نجحنا في عزل سعيّد"
من جهتها، قالت عضو هيئة الدفاع عن الموقوفين، المحامية دليلة مصدق، إن "شيماء في السجن صامدة، وعلى ثقة كبيرة أن تضحياتها لن تذهب سدًى، هي أول سجينة سياسية في تاريخ تونس الحديث فقط لأنها رفضت الثمن وعبرت عن رأيها بكل حرية".
وأضاف الحزقي في حديثه إلى "العربي"، إن جبهة الخلاص الوطني تواصل مقاومتها "انقلاب سعيّد"، منذ عامين، واعتبر أن الجبهة ومعارضي سعيّد "نجحوا في عزله، وفضحوا انقلابه"، حسب قوله.
ومنذ 11 فبراير/ الماضي، بدأت في تونس حملة توقيفات شملت سياسيين وإعلاميين وناشطين وقضاة ورجال أعمال. فيما ينفي الرئيس التونسي قيس سعيّد أن تكون الاعتقالات سياسية، ويتهم بعض الموقوفين بـ"التآمر على أمن الدولة والوقوف وراء أزمات توزيع السلع وارتفاع الأسعار".