الثلاثاء 17 Sep / September 2024

"جريمة حوارة تتكرر".. شهيد وجرحى بهجوم المستوطنين على بلدة ترمسعيا

"جريمة حوارة تتكرر".. شهيد وجرحى بهجوم المستوطنين على بلدة ترمسعيا

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول اعتداءات المستوطنين على مركبات الفلسطينيين ومحاصيلهم الزراعية في بلدة حوارة وقرية اللبن بالضفة (الصورة: غيتي)
اقتحم عشرات المستوطنين بلدة ترمسعيا وسط إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، وأضرموا النار في مركبات ومنازل الفلسطينيين.

هاجم مستوطنون إسرائيليون اليوم الأربعاء، بلدة ترمسيعا قرب رام الله، وسط الضفة الغربية، ما أدى لاستشهاد شخص وإصابة آخرين بالرصاص الحي.

وأفاد شهود، أن عشرات المستوطنين اقتحموا بلدة ترمسعيا إلى الشمال من رام الله، وسط إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وأوضح الشهود أن المستوطنين أضرموا النار في مركبات ومنازل، ما أدى لاندلاع مواجهات مع الأهالي.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية وصول شهيد من ترمسعيا إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله بعد إصابته بالرصاص في الصدر، إضافة إلى 5 إصابات آخرى.

وأكد رئيس بلدية ترمسعيا، لافي أديب، أن المستوطنين أحرقوا قرابة 60 سيارة و30 منزلًا بهجوم لقرابة 400 مستوطن مسلح من مستوطنة شيلو على بلدة ترمسعيا.

وأشار في تصريحات صحافية إلى أن المستوطنين أقدموا على حرق منازل ومركبات خلال اليومين الماضيين في البلدة، مؤكدًا ارتفاع وتيرة اعتداءاتهم.

وفي سياق متصل، أقدم مستوطنون، اليوم الأربعاء، على تخريب ثلاث غرف زراعية وتدمير محتوياتها، وسرقة بعضها، وتحطيم أشجار في محيطها في أراضي منطقة المسعودية التابعة لأراضي برقة، شمال غرب نابلس بالضفة الغربية.

وجراء اعتداءات المستوطنين، أصيب 34 فلسطينيًا مساء أمس الثلاثاء، بجروح مختلفة في المنطقة الممتدة من ترمسعيا شرق رام الله حتى دير شرف غرب نابلس بالضفة الغربية.

وجاءات اعتداءات المستوطنين، عقب مقتل 4 مستوطنين وإصابة آخرين في عملية إطلاق نار، نفذها فلسطينيان استشهدا لاحقًا، وعلى إثرها شن مستوطنون هجمات في العديد من البلدات.

"جريمة حوارة تتكرر وتتسع من جديد"

سياسيًا، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية الأربعاء، أن "جريمة حوارة تتكرر من جديد، وميليشيا المستوطنين وعناصرهم ومنظماتهم الإرهابية المسلحة توسع من دوائر هجماتها واعتداءاتها ضد الفلسطينيين المدنيين العزل، وممتلكاتهم، ومزروعاتهم".

وأكدت "الخارجية" في بيان، أنها "تتابع إرهاب مليشيا المستوطنين ومنظماتهم المسلحة على المستويات الأممية والدولية كافة، وتواصل رفع التقارير الدورية إلى المحكمة الجنائية الدولية".

وأوضح مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، أن اعتداءات المستوطنين أسفرت عن إصابة 34 مواطنًا بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وبالحجارة والاختناق بالغاز المسيل للدموع، كما طالت 140 مركبة للمواطنين، بينها إحراق مركبة إسعاف ومركبة لمواطن من حوارة.

جانب من اعتداءات المستوطنين في نابلس شمال الضفة الغربية
جانب من اعتداءات المستوطنين في نابلس شمال الضفة الغربية - غيتي

وأضافت أنها تبذل جهودها مع الدول لحثها على اعتماد منظمات المستوطنين التي ترتكب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني على قوائم الإرهاب، وتطالبها بملاحقتهم ومنعهم من دخول أراضيها ومحاكمتهم في محاكمها الوطنية، ولا سيما أن أعدادًا من المجرمين تتنقل بجوازات سفرها وجنسياتها.

وتطرقت إلى اعتداءات المستوطنين مساء يوم أمس الثلاثاء بحق المواطنين في عديد البلدات والقرى الفلسطينية، أبرزها: اللبن الشرقية، واللبن الغربية، وحوارة، وعوريف، حيث أدت إلى إصابة العشرات منهم.

وبهذا الخصوص، أدانت الخارجية انفلات عصابات المستوطنين من أي قانون أو رادع وجرائمهم المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

وتابعت أنها ترى أنه لم يتم استخلاص العبر ولا الدروس المستحقة من جريمة حوارة الأولى، ليس فقط على مستوى كيفية حماية القرى والبلدات الفلسطينية من إرهاب العناصر اليهودية المتطرفة خاصة في هذه المناطق المستهدفة، ولكن أيضًا من المجتمع الدولي الذي أثار ضجة استمرت لعدة أيام حول جريمة حوارة الأولى، ويصمت تجاه جريمة حوارة الثانية.

وختمت بيانها بالقول: بات واضحًا أن الحكومة الإسرائيلية هي التي استخلصت العبر، إذ أدركت غياب أية خطة تحرك نتيجة الجريمة الأولى، وأدركت أيضًا أن ردود الفعل الدولية لم تتعدَّ في حدها الأقصى الإدانات والتعبير عن القلق، ما وفر لها الحصانة أمام أية ردود فعل قادمة، وشجع غلاة الإرهابيين المستوطنين على العودة لارتكاب المزيد من هذه الجرائم.

وفي 26 فبراير/ شباط الماضي، شهدت بلدة حوارة هجمات غير مسبوقة شنها مستوطنون إسرائيليون، أسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة عشرات آخرين وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات.

من ناحيته، حمّل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن إرهاب المستوطنين المنظم، بحق بيوت وحقول ومركبات المواطنين الفلسطينيين في العديد من القرى، بحماية جيش الاحتلال.

وطالب الشيخ، الفلسطينيين بتشكيل لجان شعبية لحماية ممتلكات المواطنين، والتصدي لهذا الإرهاب.

كما طالب الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي بإجبار حكومة الاحتلال وجيشها على لجم ووقف إرهاب المستوطنين وجرائمهم التي تُرتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

أحرق مستوطنون مركبات الفلسطينيين في نابلس شمال الضفة
أحرق مستوطنون مركبات الفلسطينيين في نابلس شمال الضفة - غيتي

من جانبها، وصفت حركة "حماس"، في بيان، الهجمات الواسعة التي شنها المستوطنون في مناطق مختلفة من الضفة ضد الفلسطينيين هناك وممتلكاتهم، بـ"الإرهاب الجماعي".

وأرجعت تكرار هجمات المستوطنين في الضفة لـ"حالة العجز التي يعاني منها المجتمع الدولي ومؤسساته في لجم هذه الانتهاكات التي تضرب القوانين والأعراف الدولية كافة".

بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان: إن "جذوة المقاومة مستمرة بدماء الشهداء"، مضيفة أن "جرائم المحتل لن تزيد الشعب إلا عزيمة وإصرارًا على التصدي للعدوان".

تشييع جثماني الشهيدين سنان والطفلة نغنغية

في غضون ذلك، شيع مئات الفلسطينيين في جنين ومخيمها بالضفة اليوم الأربعاء، جثماني الشهيدين ناصر صالح سنان (55 عامًا)، من جنين، والطفلة الطالبة سديل غسان نغنغية تركمان (15 عامًا)، من مخيم جنين، اللذين قضيا متأثرين بجروحهما التي أصيبا بها برصاص الاحتلال الإسرائيلي.

وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى جنين الحكومي، بمسيرة حاشدة، ردد خلالها المشاركون الهتافات المنددة بالاحتلال وسياساته الإجرامية وعدوانه المستمر، خاصة في جنين، ومخيمها، وقراها، وبلداتها.

وتقدم مسيرة تشييع الطفلة الطالبة نغنغية في المخيم طالبات المدرسة وزميلاتها في مقاعد الدراسة، حاملات جثمانها على الأكتاف، حيث وُضع عليها الزي المدرسي.

وطافت الطالبات بجثمان سديل في شوارع المخيم، وسط حزن كبير، مرددات الهتافات الغاضبة، والمنددة باستهداف الأطفال وطلبة المدارس، داعيات إلى تشكيل لجنة دولية لمحاكمة الاحتلال على جرائمه المستمرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

وأكد متحدثون خلال مراسم التشييع، أن إرهاب الاحتلال وجرائمه، لن تثنهم عن الاستمرار في نضالهم، مشددين على الوحدة الوطنية وترسيخها على أرض الواقع.

تشييع جثمان الشهيد ناصر صالح سنان في جنين
تشييع جثمان الشهيد ناصر صالح سنان في جنين - وسائل التواصل

وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مستمر، وعمليات تصفية وإعدام، داعين إلى تعزيز الوحدة الوطنية، باعتبارها السلاح لمواجهة الاحتلال.

وحمّل ذوو الشهيدين الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، التي طالت الأبرياء وهم داخل منازلهم.

وكان الشهيد سنان استُشهد متأثرًا بجروحه التي أصيب بها، بينما كان في ساحة منزله في 22 مايو/ أيار من الشهر الماضي، فيما أعلن الأطباء عن استشهاد الطفلة تركمان متأثرة بجروح أصيبت بها في الرأس خلال عدوان الاحتلال الأخير على جنين ومخيمها.

وفي سياق متصل، شيع مئات الفلسطينيين اليوم الأربعاء، جثماني الشهيدين أحمد حشاش وعلاء حفناوي بمخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.

واستشهد حشاش وحفناوي في ساعة متأخرة من الليلة الماضية (الثلاثاء) متأثرين بإصابتهما بانفجار عبوة ناسفة بشكل عرَضي في مخيم بلاطة أصيب فيه شاب ثالث بجراح خطيرة، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية.

كما شيع أهالي مدينتي رام الله والبيرة، اليوم الأربعاء، جثمان الشهيد مهدي سمير بيادسة، الذي استُشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبل نحو أسبوعين، قرب حاجز رنتيس العسكري غرب رام الله.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close