وعود غربية بإعادة الإعمار.. كييف تقر بأن هجومها المضاد "سيستغرق وقتًا"

أكد رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال اليوم الخميس أن الهجوم المضاد لبلاده ضد روسيا "سيستغرق وقتًا"، لكنه أعرب أيضًا عن "تفاؤله" بنجاحه.

وقال شميغال على هامش مؤتمر لإعادة إعمار أوكرانيا في لندن: "سنقوم بعمليات هجومية ذكية للغاية. ولهذا فإن هذا الهجوم المضاد سيستغرق وقتًا".

وأضاف رئيس الوزراء الأوكراني: "نعتزم التحرك والمضي قدمًا. سنمضي قدمًا.. وأنا متفائل تمامًا بتحرير كافة أراضينا التي يحتلها الروس".

كما أشار شميغال إلى أن الهجوم المضاد "عبارة عن عدد من العمليات العسكرية. أحيانًا تكون هجومية ومرات أخرى دفاعية".

تقدم بطيء

وفي وقت سابق هذا الشهر، أطلق الجيش الأوكراني هجومًا مضادًا يهدف إلى استعادة القوات الأوكرانية للأراضي التي تحتلها القوات الروسية.

في المقابل، أقرّ شميغال متأسّفًا أنه "خلال تحضير أوكرانيا لهذا الهجوم المضاد، كان الروس يتحضرون أيضًا. ولهذا هناك الكثير من حقول الألغام ما يجعل التحرك أبطأ".

يأتي ذلك، توازيًا مع اعتراف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأربعاء، في مقابلة مع الـ"بي بي سي" أن التقدم في ساحة المعركة "أبطأ مما كنا نرغب"، ولكنه أوضح في الوقت عينه أن "البعض يعتقد أن هذا فيلم هوليوودي ويتوقعون النتائج الآن. الأمر ليس كذلك".

كييف "تعيد تجميع" قواتها

من جهتها، أعلنت روسيا اليوم الخميس، أنّ كييف قلصت عملياتها مؤقتًا شرق أوكرانيا وجنوبها، في إطار هجومها المضاد و"تعيد تجميع" قواتها بعدما تكبدت خسائر.

وأوضح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في تصريحات نقلتها وكالات أنباء روسية: "بعد شنّه أعمالًا عدائية نشطة خلال الأيام الـ16 الماضية وتكّبده خسائر كبيرة، قلّص العدو نشاطه وهو حاليًا يعيد تجميع قواته".

أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يؤكد منذ أسبوع أنّ الهجوم الأوكراني المضاد "فاشل"، أشار مؤخرًا إلى أنّ أوكرانيا تحتفظ "بقدرة هجومية" وأنه "يجب الافتراض أنّ الإمكانات الهجومية للخصم لم تُستنفد".

فقد رجّح بوتين أنه "لم يتمّ استخدام سلسلة من الاحتياطات الإستراتيجية"، طالبًا من المسؤولين العسكريين "أن يؤخذ هذا الواقع في الاعتبار عند توسيع العمل القتالي".

من جهة ثانية، اعتبر شويغو أنّ المساعدة العسكرية الغربية لأوكرانيا لا تؤثر على ساحة المعركة، على الرغم من أنّ روسيا تصرّ دائمًا على أنّ الإمدادات العسكرية لأوكرانيا تطيل الصراع من دون داعٍ وتثير تصعيدًا في المعارك.

وعود غربية بإعمار أوكرانيا

يأتي ذلك، في وقت تنطلق من لندن دعوات إعمار أوكرانيا المنهكة منذ أكثر من عام من الحرب المدمّرة، حيث يصرّ حلفاء كييف قبل أن تصمت المدافع على أن موسكو يجب أن تدفع ثمن ما اقترفته آلتها الحربية في أوكرانيا.

فقد أعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي خلال الجلسة العامة الختامية لـ"مؤتمر تعافي أوكرانيا 2023" اليوم الخميس، أن المجتمع الدولي تعهد بـ 65.9 مليار دولار لدعم إعادة إعمار أوكرانيا.

وقال كليفرلي خلال المؤتمر الذي تستضيفه لندن: "الهدف المشترك والأساسي للمحادثات هو تأمين حرية أوكرانيا وازدهارها الاقتصادي على المدى الطويل".

وتابع: "ليس لدي أدنى شك في أن ألمانيا ستواصل العام المقبل هذا العمل المهم"، في إشارة إلى استضافة النسخة المقبلة من المؤتمر في العام 2024.

من جانبه، ذكر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك خلال كلمته أن "السؤال المطروح اليوم هو ما يمكن فعله من أجل دعمٍ يؤدي إلى تعافٍ سريع لأوكرانيا".

وتزايدت الوعود الغربية بتقديم المزيد من الدعم المالي، وكان أبرزها دعم أميركي بقيمة 1.3 مليار دولار، أعلن عنه وزير الخارجية أنتوني بلينكن.