السبت 16 نوفمبر / November 2024

وسط توقعات بـ"أكبر موسم حج".. مئات الآلاف يتدفقون إلى منى

وسط توقعات بـ"أكبر موسم حج".. مئات الآلاف يتدفقون إلى منى

شارك القصة

"العربي" يرصد طواف الآلاف من الحجاج حول الكعبة الشريفة قبيل انطلاق مناسك الحج (الصورة: غيتي)
تفيض شوارع منى بالحجاج في مشهد مهيب تحت درجات حرارة مرتفعة خلال يوم التروية مع بداية موسم حج يُتوقع أن يكون "الأكبر في التاريخ".

بدأ أكثر من 1,6 مليون حاج بالتدفق من مدينة مكة المكرمة باتجاه منى، اليوم الإثنين، لقضاء يوم التروية، في أجواء شديدة الحر خلال اليوم الثاني من حج يتوقع أن يسجّل أعدادًا قياسية.

وكان رئيس شؤون الحرمين الشريفين الشيخ عبد الرحمن السديس، أعلن مساء الجمعة، أن المسجدين الحرام بمكة والنبوي بالمدينة المنورة غربي السعودية، شهدا صلاة 1.2 مليون شخص، في أكبر عدد بعد جائحة كورونا، وذلك قبيل انطلاق مناسك الحج.

"أكبر موسم حج"

وفاضت شوارع منى، التي استحالت أكبر مدينة خيام في العالم، بآلاف الحجّاج من الجنسيّات كافّة، بعدما سمحت السعوديّة للمسلمين بأداء فريضة الحجّ هذا العام، من دون أيّ قيود على عدد الحجّاج وأعمارهم.

ومساء أمس الأحد، أنهى مئات الآلاف من الحجاج الطواف في المسجد الحرام بمكة. وحمل الكثير منهم مظلات ملوّنة للاحتماء من أشعة الشمس الحارقة حيث تجاوزت الحرارة 44 درجة مئوية ظهرًا. وبعد ذلك، بدأوا في شق طريقهم إلى منى، حيث باتوا في الخيم البيضاء المكيفة المتراصة بدقة.

وفي ذروة الحج، يتوجه المصلون يوم غد الثلاثاء إلى جبل عرفات، حيث يمضون النهار في الصلاة والدعاء تحت أشعة الشمس، قبل أن يغادروا باتجاه مزدلفة للمبيت فيها ومنها لموقع رمي الجمرات، ثم إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع.

ووصل أكثر من 1,62 مليون حاجّ من خارج المملكة، على ما أعلنت السلطات السعوديّة أمس الأحد، ويتجاوز هذا الرقم عدد الحجيج العام الماضي (926 ألف حاج) بفارق كبير، فيما لم تُعلن بعد أعداد الحجّاج من داخل السعودية.

وتتوقّع السلطات السعوديّة مشاركة أكثر من 2,5 مليون حاج من 160 بلدًا في الحج هذا العام في "أكبر موسم حج في التاريخ"، على ما أفاد مسؤول في وزارة الحج والعمرة الأحد.

وذكرت قناة الإخبارية الحكومية السعودية أنّ وزارة النقل تتابع انسيابية تنقل الحجاج نحو منى عبر طائرات مسيرة، بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي. كذلك وفرت حافلات ذاتية القيادة تحمل كل منها 11 راكبًا لتسهيل تنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة.

تحدي درجات الحرارة

وقد يكون أداء مناسك الحجّ مرهقًا جسديًا، حتّى في الظروف المثاليّة. لكنّ الحجّاج يواجهون تحدّيًا إضافيًا مع اشتداد درجات الحرارة، إذ يؤدون المناسك تحت شمس حارقة وفي أجواء خانقة، تتسبب في كثير من الأحيان في ضربات شمس وحالات إعياء إضافة إلى توقف عضلة القلب. وتوقع المركز الوطني للأرصاد أن تتراوح الحرارة في مكة بين 43-45 درجة نهارًا خلال موسم الحج.

ومنذ العام 2017، يحل موسم الحج في  أشهر أغسطس/ آب ويوليو/ تموز ويونيو/ حزيران، الأكثر حرًا في السعودية ومنطقة الخليج. وتمنع المملكة العمل في الهواء الطلق من  الساعة 12 ظهرًا حتى  الساعة الثالثة عصرًا بدءًا من 15 يونيو/ حزيران ولمدة ثلاثة أشهر.

لكنّ غالبية المناسك تتم في الهواء الطلق خصوصًا خلال الوقوف على عرفات الثلاثاء.

تعزيز الإجراءات الطبية

ودعت وزارة الصحة الحجاج لاستخدام المظلات خلال النهار، كما أعطت نصائح مختلفة "لتجنب ضربات الشمس"، من بينها دعوة المرضى وكبار السن لتجنب أداء المناسك في منتصف النهار.

وعزّزت السلطات السعودية الإجراءات الطبية في العاصمة المقدسة. وقالت وسائل إعلام رسمية إن 4 مستشفيات، و26 مركزًا صحيًا أصبحت جاهزة للتعامل مع أي حالات صحية في منطقة منى، بالإضافة لنشر 190 سيارة إسعاف.

وفي ساحات المسجد الحرام، يتم رش الرذاذ المائي من أعمدة طويلة ومراوح ضخمة على مدار الساعة، فيما يقوم رجال أمن برش المياه على وجوه الحجاج. ويذكر أنه في العام 2019، شارك نحو 2,5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم في أداء فريضة الحج التي تمثل تحديًا أمنيًا كبيرًا.

وتنتشر سيّارات المطافئ بألوانها الصفراء المميّزة في أرجاء المكان، إذ سبق أن تسبّبت حرائق في حوادث دامية في منى، على وجه الخصوص.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close