أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الأربعاء، أن الاضطرابات في الضفة الغربية المحتلة التي يتصاعد فيها العنف بين المستوطنين والفلسطينيين "تجعل من بلوغ إسرائيل هدفها المتعلق بتطبيع العلاقات مع السعودية أصعب، إن لم يكن مستحيلًا".
ولدى سؤاله، خلال فعالية لمجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، عما إذا كان تراجع آمال إقامة الدولة الفلسطينية، في ظل عوامل منها التوسع الاستيطاني للاحتلال وتصاعد عنف المستوطنين بالضفة الغربية، قد أدى إلى تصعيب تطبيع إسرائيل علاقاتها مع دول جوار، قال بلينكن: إن هذا الأمر كان جزءًا من مناقشاته مع مسؤولين إسرائيليين.
وهذا الأسبوع، اعترضت إدارة الرئيس جو بايدن على قرار إسرائيلي بالتصريح ببناء مستوطنات جديدة، في أحدث خطوة من الائتلاف الحاكم الذي يضم أحزابًا دينية وقومية، رغم مناشدات من واشنطن بعدم تأجيج التوتر المتصاعد أصلًا.
وقال بلينكن: "قلنا لأصدقائنا وحلفائنا في إسرائيل إن وجود نيران مشتعلة في باحتهم الخلفية سيجعل تعميق الاتفاقات القائمة وتوسيعها، لتشمل السعودية مثلًا، أصعب بكثير، إن لم يجعله مستحيلًا".
"ليس من مصلحة تل أبيب"
وتابع قائلًا: "وأيضًا، من وجهة نظرنا على الأقل بصفتنا أقرب صديق وحليف لإسرائيل، إن حدوث هذا ليس من مصلحتها، لسببين أولهما الصعوبة التي يضيفها ذلك للمساعي إلى اتفاقات التطبيع، أو تعزيزها، والآخر هو تبعات ذلك العملية".
ولم تعترض السعودية على إقامة الإمارات والبحرين علاقات مع إسرائيل بموجب اتفاقات توسطت فيها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في 2020.
لكن الرياض لم تحذ ذات الحذو وقالت إن أهداف إقامة دولة فلسطينية يجب أن تتحقق أولًا.
وقال الويزر الأميركي اليوم الأربعاء: إن احتمالات التطبيع "صعبة بدرجة لا تصدق" وهي أمر لا يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها لكنها أيضا "احتمال وارد حقيقي".
"تخريب وإشعال حرائق"
إلى ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الأربعاء: إن من الصعب على إسرائيل وقف هجمات المستوطنين على الفلسطينيين.
وصعدت واشنطن إدانتها لما وصفته بأنه "عنف المستوطنين المتطرفين"، مشيرة إلى أن بعض الفلسطينيين المتضررين يحملون الجنسية الأميركية. وهناك خلاف قائم بالفعل بين واشنطن وإسرائيل حول إقامة المستوطنات.
وردًا على سؤال من المعارضة في الكنيست، أدان غالانت الاضطرابات ووصفها بأنها "ظاهرة اجتماعية خطيرة يتعين علينا التصدي لها". ووصف الجناة بأنهم "مجموعة صغيرة". وقال إن قوات الاحتلال وجدت صعوبة في "توزيع انتباهها" بين هذا وبين النشطاء الفلسطينيين.
وأضاف غالانت: "هناك 500 قرية فلسطينية بعضها بحجم بلدة. وهناك عشرات الآلاف من السكان (الفلسطينيين). ولا يمكن حماية كل منهم دفعة واحدة".
