أعلن أجوري نجيلالي المتحدث باسم الرئيس النيجيري بولا تينوبو اليوم الثلاثاء أن الرئيس والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، التي يرأسها يفضلان حلًا دبلوماسيًا وسلميًا للتعامل مع الانقلاب العسكري في النيجر.
وأشار إلى الحفاظ على هذا الموقف "في انتظار أي قرار آخر يمكن ان ينتج من القمة الطارئة لإكواس المقررة الخميس".
وكان المجلس العسكري في النيجر قد أبلغ مجموعة "إيكواس" التي كانت تريد إرسال وفد إلى نيامي، بأنه لا يستطيع المجيء في الوقت الحالي لأسباب "أمنية".
وجاء في رسالة وزارة الخارجية في النيجر الموجّهة إلى ممثلية الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في نيامي: "السياق الحالي من غضب السكان واستيائهم بعد العقوبات التي فرضتها إيكواس لا يسمح باستقبال الوفد المذكور في أجواء هادئة وآمنة".
واعتبرت الرسالة أن إرجاء زيارة البعثة التي كانت مقررة الثلاثاء إلى نيامي ضروري، مشيرًة إلى الحاجة "لإعادة النظر في بعض جوانب البرنامج، بما في ذلك الاجتماع مع بعض الشخصيات التي لا يمكن أن تتم لأسباب أمنية واضحة في هذا الجو من التهديد بالعدوان على النيجر".
نهج الدبلوماسية
وكان وزير الخارجي الأميركي أنتوني بلينكن أكد أن الدبلوماسية هي نهج مجموعة "إيكواس" لحل الأزمة في النيجر، وهي كذلك نهج الولايات المتحدة. وكشف المتحدث باسم الخارجية الأميركية عن اتصالات أجرتها واشنطن مع زعماء الجيش في النيجر.
صاحب سادس أكبر احتياطي يورانيوم في العالم.. تعرفوا إلى البلد الغني الفقير 👇#النيجر pic.twitter.com/wKJFy3lEiu
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 31, 2023
وأزاحت مسؤولة أميركية الستار عن فحوى تلك الاتصالات. وقالت فكتوريا نولاند، القائمة بأعمال نائب وزير الخارجية الأميركي أنها زات نيامي وأجرت محادثات وصفتها بالصريحة والصعبة مع كبار مسؤولي المجلس العسكري.
وكانت نتيجة تلك الاتصالات رفض الانقلابيين مقترحات واشنطن لاستعادة النظام الدستوري. كما ردوا طلبها للقاء الرئيس المعزول بيزوم.
واشنطن: فاغنر تحاول "استغلال" الانقلاب في النيجر
كما حذّرت المسؤولة الأميركية الإثنين قادة الانقلاب في النيجر من الاقتداء بدول الجوار في التعاون مع مجموعة فاغنر الروسية. وقالت نولاند في تصريح للصحافيين من نيامي: "إن الانقلابيين "يدركون جيدًا جدًا المخاطر التي تتهدد سيادتهم عندما تدعى فاغنر" إلى البلاد.
بدوره، جدّد بلينكن الثلاثاء التحذير من أن مجموعة فاغنر المسلحة تعمل على "استغلال" الانقلاب العسكري في النيجر، مستبعدًا في الوقت عينه وقوفها أو روسيا خلف الانقلاب.
ولقي انقلاب 26 يوليو/ تموز الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، إدانة دول غربية عدة أبرزها فرنسا القوة الاستعمارية السابقة للبلاد.
وفي المقابل، أيدت دول مجاورة الانقلابيين، منها مالي التي تستضيف عناصر من فاغنر على أراضيها.
وقال بلينكن في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" الثلاثاء: "أعتقد أن ما حصل ويستمر في الحصول في النيجر، لم تحرّض عليه روسيا أو فاغنر... لكنهم يحاولون استغلاله"، مضيفًا: "في كل مكان ذهبت إليه فاغنر، حلّ الموت والدمار والاستغلال".
وتوجد مجموعة المرتزقة "فاغنر" في دول إفريقية أبرزها مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، وتتهمها حكومات غربية ومنظمات غير حكومية بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان. وتقدّم المجموعة خدمات للأنظمة التي تواجه صعوبات. ففي مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، تقوم بحماية السلطة القائمة وتعرض تدريبات عسكرية أو حتى نصائح قانونية لإعادة صوغ الدستور.