بينما تواصلت عمليات البحث والإنقاذ في المغرب، الثلاثاء، للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمن فقدوا منازلهم بعد أكثر من 72 ساعة على الزلزال المدمّر الذي خلّف نحو 2900 قتيل، زار الملك محمد السادس مصابين بالمستشفى الجامعي في مراكش وتبرع بالدم تضامنًا معهم.
وأكدت وزارة الداخلية أن السلطات "تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا"، فضلًا عن "فتح الطرق التي تضررت جراء الزلزال".
ويحاول عناصر الإنقاذ المغاربة، بدعم من فرق أجنبية ومتطوعين تسريع عمليات البحث وتوفير مأوى لمئات الأسر التي خسرت مساكنها.
وبلغ عدد ضحايا الزلزال 2901 قتيلًا على الأقل إضافة إلى 5530 جريحًا، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الداخلية الثلاثاء.
الملك يتفقد المصابين
وبحسب وكالة الأنباء المغربية فإن الملك محمد السادس زار المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، حيث تفقد الحالة الصحية للمصابين، "ضحايا الزلزال الأليم".
وأضافت الوكالة "بهذه المناسبة تفضل صاحب الجلالة فتبرع بالدم"، تضامنًا مع الضحايا.
كما أعلنت أن مستشفى عسكريًا ميدانيًا أقيم في دائرة تفنغولت بإقليم تارودانت (جنوب مراكش)، ثاني أكثر إقليم تضررًا بعد الحوز.
وتقع هذه القرية الجبلية في إقليم الحوز حيث مركز الزلزال، وهو ممتد بمعظمه على جبال الأطلس الكبير حيث فاقمت الانهيارات الأرضية صعوبة الوصول إلى القرى المنكوبة.
هل ينجح صندوق التضامن المغربي ضد الأحداث الكارثية في تعويض المملكة المغربية عن آثار الدمار الذي خلفه الزلزال؟ #زلزال_المغرب pic.twitter.com/OrzFKO1rXa
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 12, 2023
وسقط في إقليم الحوز أكثر من نصف القتلى (1643). ولم تسجل الثلاثاء وفيات جديدة في باقي المناطق التي ضربها الزلزال، وفق ما أوضحت وزارة الداخلية، التي أكدت دفن معظم القتلى.
وأمام ذلك، يستعجل الناجون في القرى الجبلية النائية تأمين ملاجئ لهم بعدما فقدوا بيوتهم.
دعم جهود الإنقاذ
في هذا الإطار، قال مراسل "العربي" عبد الصمد جطيوي، إن زيارة ملك المغرب تأتي لتفقد المناطق المنكوبة، وكذلك لدعم جهود الإنقاذ وحل هذه الأزمة بالطرق السريعة عبر تسخير الإمكانيات الحكومية.
وأضاف المراسل، أن هناك مبادرات فردية من خلال منظمات انطلقت من مدن الشمال والجنوب، حيث الأهم أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن وضعت 3 نقاط لتجميع التبرعات والتي لاحقًا سيتم تصنيفها حسب نوعها قبل البدء بتوزيعها على المحتاجين.
ولفت المراسل، إلى أن هناك انتباها إلى خطورة المسالك التي يسلكها المتطوعون وسط مبادرات فردية وجماعية للهبات الشعبية، في ظل تسارع عمليات الإنقاذ المحلية التي دعمت بفرق أجنبية.
ونوه المراسل، بأن هناك تبرعات مالية داخلية في المغرب ومن نواب في البرلمان الذين تبرعوا برواتبهم من أجل مساعدة ضحايا الزلزال.
وفي ما يخص التبرعات الدولية، ففي جنيف وجّه الصليب الأحمر الدولي الثلاثاء نداء لجمع أكثر من 100 مليون دولار لتوفير الاحتياجات العاجلة للمغرب.
ويؤمل أن يمكنه ذلك من "تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا في هذا الوقت، والتي تشمل الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة ومواد الإغاثة في مجال المأوى والاحتياجات الأساسية"، وفق ما أوضحت كارولين هولت مديرة قسم الكوارث والمناخ والأزمات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
فيما أفادت منظمة اليونيسف الثلاثاء بأن "حوالي 100 ألف طفل قد تأثروا بالزلزال"، موضحة أنها "حشدت بالفعل موظفي المساعدة الإنسانية لدعم الاستجابة الفورية على الأرض".
وكان رئيس الوزراء عزيز أخنوش، قال أمس الإثنين إن السكان الذين هدمت بيوتهم "سيتلقون تعويضات"، موضحًا "سيكون هناك عرض واضح سنحاول تحضيره هذا الأسبوع" في هذا الشأن، لافتًا إلى أنه يتمّ النظر حاليًا في حلول لإيواء المشرّدين.
وكانت الحكومة أعلنت إحداث صندوق خاص لمواجهة تداعيات الكارثة، وهو مفتوح لتلقي التبرعات.