رحبت الولايات المتحدة أمس الجمعة، بدعوة السعودية لوفد حوثي بإجراء محادثات في العاصمة الرياض، معتبرة أن ذلك "خطوة مهمة نحو السلام" في هذا البلد الذي يعيش على وقع الحرب منذ أكثر من 8 سنوات.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية: إن "هذه الخطوة المهمة نحو السلام توسع نطاق سلسلة من التبادلات بين السعودية والحوثيين".
وأضافت في بيان: "تأتي المحادثات في الرياض في أعقاب زيارة قام بها مسؤولون أميركيون كبار للسعودية وعُمان والإمارات في الأسبوع الماضي للتشاور مع شركائنا في المنطقة والأطراف اليمنية بخصوص مسار عملي نحو السلام".
"الجولة التفاوضية الأخيرة"
وفي حديثه عن زيارة الوفد إلى الرياض، قال وزير الإعلام في حكومة صنعاء ضيف الله الشامي: إنّ "ذهاب الوفد الوطني للقاء الطرف السعودي، جاء استجابة لوساطة سلطنة عمان، وليس كما تحاول الخارجية السعودية أن تصوره بأنه استجابة لدعوة سعودية".
وأضاف الشامي في تصريحات صحفية أنه جرى "إبلاغ السعودية بأن هذه الجولة التفاوضية ستكون الأخيرة، لأنه لا يمكن القبول ولا السكوت على استمرار حالة اللاحرب واللاسلم"، حسب قوله.
وأكد أنه "لا يمكن القفز عن الملفات الإنسانية، والحديث عن الملفات السياسية، وغيرها، ولن يكون هناك أي حديث في هذه الملفات، إلا بعد انفراجة متكاملة في الملف الإنساني، وعلى رأسها المرتبات ورفع الحصار والإفراج عن كافة الأسرى".
أمّا رئيس وفد الحوثيين المفاوض محمد عبد السلام فقد ذكر في تصريحات صحفية بأنّ "السلام هو الخيار الأول الذي يجري العمل عليه، ونأمل أن تُتوَّج المفاوضات مع الرياض بتقدم في الملفات الإنسانية".
وقال عبد السلام: "نقاشاتنا في الرياض تأتي في سياق النقاشات السابقة التي جرت مع الوفد السعودي في مسقط وصنعاء".
أول زيارة رسمية للحوثيين
ووجهت السعودية الدعوة إلى وفد الحوثيين لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار في الرياض. وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس" أمس الخميس، إن المملكة تريد مواصلة جهودها وجهود سلطنة عُمان من أجل "التوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية".
واكتسبت مبادرات السلام قوة دافعة منذ اتفاق السعودية وإيران على استئناف العلاقات في اتفاق أبرم بوساطة صينية. وسيكون التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار دائم في اليمن إنجازًا مهمًا في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
الزيارة الأولى من نوعها منذ 2015.. وفد حوثي يزور #الرياض لبحث وقف إطلاق النار والتوصل لحل دائم لإنهاء حرب #اليمن#العربي_اليوم #السعودية تقرير: سلمان النجار pic.twitter.com/pHrmWgkUhT
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 16, 2023
وهذه الزيارة ستكون أول زيارة رسمية يقوم بها مسؤولون حوثيون للسعودية منذ اندلاع الحرب في اليمن في 2014 بعدما أطاحت جماعة الحوثي بالحكومة اليمنية وأبعدتها من العاصمة صنعاء.
وأودى النزاع في اليمن بحياة مئات الآلاف وخلف 80% من سكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية في ظل تعقد الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في البلاد.
ما هي آفاق اللقاء في الرياض؟
وفي هذا الإطار، يعتبر أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء عبد الباقي شمسان أنّ آفاق التوصل إلى اتفاق سلام "محدودة جدًا" في ظل الأوضاع المعقدة التي يعيشها اليمنيون.
ويرى في حديث إلى "العربي" من أمستردام أن اللقاء بين الحوثيين والسعوديين "يحقق أهدافًا آنية لكليهما"، نتيجة لمعاناة الجماعة من ضغوط محلية ودولية جراء الأزمة الاقتصادية التي يعيشها اليمن.
ويشير إلى أن الجماعة تسعى من وراء هذا اللقاء إلى "تجديد حضورها الدولي وامتصاص المزيد من الضغوط المحلية والدولية" جراء الوضع الاقتصادي.
أمّا بالنسبة للسعودية، فيرى شمسان أن المملكة "تريد أولًا حماية حدودها وإيقاف الضربات نحو أراضيها والتخلص من الضغوط الدولية".
ويخلص إلى أنّ الرياض تبحث عن مصالحها الاستراتيجية من خلال إيقاف الضربات الحوثية "في إطار أن لديها مشروع 2030 الذي يحتاج إلى نوع من الاستقرار".