منذ 27 يومًا، تجتاح مقاطع الفيديو والصور القادمة من قطاع غزة وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي، كاشفة عن حجم المآسي والمعاناة التي يتكبدها سكان قطاع غزة، الذين باتوا الهدف الإسرائيلي الأول في العدوان.
وتواصل إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول استهدافها المدنيين والتجمعات السكنية، ما أسفر عن شطب عائلات بكاملها من سجلات القيد، لاستشهاد جميع أفرادها خلال القصف الإسرائيلي، فيما تقطعت أوصال عائلات أخرى مع توزع أفرادها في أكثر من مكان بحثًا عن الأمان.
الممرضة الأم
وبرز أمس الأربعاء، مقطع فيديو لمأساة ممرضة في غزة، كانت تستقبل المصابين جراء غارة إسرائيلية جديدة، لتصدم بوجود ابنتها بينهم، الأمر الذي دفعها للركض خلف رجال الإسعاف الذين كانوا ينقلون الفتاة المصابة على حمالة، وسط أروقة المستشفى في مشهد يفطر القلوب.
وانهارت الأم تمامًا أمام ابنتها المصابة، الأمر الذي دفع بالأطباء لمساعدتها على استيعاب صدمة اللحظة القاسية، قبل أن تتأكد لاحقًا أن الفتاة على قيد الحياة، وتحت أيادي الأطباء لمعالجتها.
وتتكرر تلك المشاهد في قطاع غزة، مع سياسة الإبادة الجماعية التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي، الذي أسفر عدوانه حتى اليوم لاستشهاد أكثر من 8796 فلسطينيًا، جلهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن إصابة أكثر من 20 ألفًا، وفق ما أعلنت منظمة أطباء بلا حدود.
ويعمل الطاقم الطبي في القطاع، تحت ضغوطات كبيرة أبرزها نفاد الكمية الكافية من الأدوية، وانقطاع الوقود عن المشافي، بعد أن شددت إسرائيل حصارها الذي تفرضه منذ 17 عامًا على القطاع، مانعة الوقود والمساعدات الغذائية والطبية والماء والكهرباء، إضافة لاستهدافها العديد من عناصر الجهاز الطبي، والمسعفين.