يسود الهدوء الحذر جنوب لبنان، صباح اليوم الخميس، بعد ساعات ساخنة استمرت حتى منتصف الليل، حيث نفذت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة من الغارات على معظم القطاعات الحدودية في لبنان.
وأفاد مراسل "العربي" علي رباح بأنّ القطاع الغربي من الجنوب اللبناني شهد قصفًا إسرائيليًا عنيفًا ليل أمس، وتحديدًا في بلدات اللبونة ويارين وفي القطاع الأوسط، منطقة تلال ياطر، والقطاع الشرقي في تلال حلتا وكفرشوبا، وذلك بعد أن استهدف حزب الله 3 مواقع إسرائيلية.
إستراتيجية جديدة لحزب الله
وأشار مراسل "العربي"، إلى أن الحزب هاجم يوم أمس قوات المشاة في جيش الاحتلال بأكثر من موقع، وذلك بعد استهدافه مرابض مدفعية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما يدل على إستراتيجية جديدة ينتهجها الحزب في الأيام الماضية، بعد أن كان يهاجم التجهيزات التقنية والفنية في المواقع الإسرائيلية طيلة كل الأسابيع الماضية.
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل أكثر من شهر، تشهد الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة قصفًا متبادلًا بين الجيش الإسرائيلي من جهة وحزب الله وفصائل فلسطينية في لبنان من جهة أخرى.
مراسل "العربي" أوضح في رسالته بأن المشهد الجديد الذي بدا عليه الجنوب أمس، تصفه الأوساط اللبنانية بالمشهد التصعيدي، خاصة مع اقتراب خطاب لأمين عام حزب الله حسن نصر الله يوم السبت المقبل، في ثاني إطلالة له منذ بداية العدوان على قطاع غزة، وتوتر الجبهة اللبنانية الحدودية.
وأفاد رباح، بأن الصحافة اللبنانية التي تدور في فلك حزب الله تستشرف هذا الخطاب، وتقول إنه قد يجنح إلى التصعيد تزامنًا مع الأوضاع في غزة، بينما يرى آخرون أن الحديث عن هدنة في قطاع غزة، قد يريح الجبهة الجنوبية في لبنان.
حراك أميركي
وأوضح مراسل "العربي"، أن كل هذه الأحداث تتزامن في لبنان، مع حراك دبلوماسي خاصة في زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكستين، وهو المبعوث الذي كان وسيطًا في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
وقال رباح: إن زيارة هوكستين حملت مطالبات أميركية لرئيس مجلس النواب نبيه بري بسحب فتيل التوترات على الحدود اللبنانية الجنوبية، لاسيما أن بري يعتبر الشريك السياسي الأساسي للحزب، لكن مراسل "العربي" أشار إلى أنه ورغم ذلك فقد بدا جليًا أن حسابات الحزب مختلفة تمامًا، لاسيما بعد استفزازات إسرائيل المتكررة للحزب الأسبوع الماضي.
وكان مراسل "العربي" محمد شبارو قد أشار أمس إلى أن لبنان الرسمي بالإضافة إلى حزب الله يعتبران أن إسرائيل هي من تبادر بالهجوم على لبنان، بتعرضها للمدنيين، واستهدافها لمنازلهم، واستعمال الفوسفور الأبيض المحرم دوليًا.
واستهدف حزب الله أمس قوة مشاة إسرائيلية في محيط قاعدة "شوميرا" قبالة الحدود اللبنانية، وقال إنه أوقع فيها إصابات مؤكدة. كما أعلن استهداف قوة مشاة أخرى قرب ثكنة دوفيف العسكرية مؤكدًا وقوع إصابات بين قتيل وجريح للجيش الإسرائيلي، بحسب بيان أصدره.
