يغادر حاملو الجنسيات الأجنبية قطاع غزة بوتيرة غير منتظمة هربًا من الحرب التي لا تستثني أحدًا. فبعد أن تمكّن فلسطينيون مزدوجو الجنسية من العبور إلى مصر، باتوا يراقبون أوضاع عائلاتهم بقطاع غزة من بعيد في ظل العدوان المتواصل.
النجاة عبر رفح
عبر هؤلاء الفلسطينيون من قطاع غزة إلى مصر عن طريق معبر رفح البري للنجاة بحياتهم من القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ففي الأولِ من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ومقابل إدخال كميات أكبر من المواد الإغاثية سمحت مصر بخروج الأجانب ومزدوجي الجنسية من قطاعِ غزة. وغادر نحو ثلاثة آلاف من أصل سبعة آلاف طلبوا إجلاءهم.
معاناة راسخة في الذاكرة
وها هم يعايشون صباحًا من دون أصوات القصف ولا مشاهد الألم والدّمار. لكن هدوء الصباح لا يمحو من الذاكرة معاناة من استطاعوا مغادرة القطاع، بل يثير التساؤلات بشأن ما تحمله الأيام المقبلة.
ويقول عماد شراقي، وهو فلسطيني مزدوج الجنسية، لـ "العربي": "إن حياة الناس في غزة بؤس، هم خائفون لكن متطلبات الحياة تجبرهم على الخروج من منازلهم"، مشيرًا إلى أن الخوف الأكبر الذي عايشه هو الخوف من أن يستهدفه القصف بينما يمشي في الشارع.
ومن جهته، يلفت أحمد أبو رجيلة، وهو فلسطيني مزدوج الجنسية، إلى أنه بدأ يشعر بالآلام بعد خروجه من القطاع. وقال: "في غزة لا يوجد وقت للشعور تحت القصف".
وفي ساعة متأخرة من المساء، استطاع محمد أبو حمدية الخروج من غزة مع أسرته، تاركًا وراءه والده الطبيب الذي رفض التخلي عن واجبِه في مداواة الجرجى. وسيغادر محمد إلى مولدوفا، بالقرب من بؤرةِ صراع أخرى لكنَّها على الأقل آمِنة في الوقت الحاليّ.
ويقول أبو حمدية إنه ترك عمله وعائلته ودراسته في غزة لكنه قال لأهله عند وداعهم: "لنا لقاء قريب".