لا يبدو أن الملياردير الأميركي إيلون ماسك يسير في ركب السياسة الخارجية الأميركية، إذ لم يكتف أكبر أثرياء العالم بوصف ما يفعله الجيش الإسرائيلي في غزة بـ"الإبادة الجماعية"، بل تحدث أيضًا عن وجود خطة تآمرية سرية لليهود، لإدخال مهاجرين إلى الولايات المتحدة إضعافًا لهيمنة الغالبية البيضاء فيها، بحسب وصفه.
ماسك الذي يمتلك ثروة قدرها 242 مليار دولار، والذي قدم للعالم سيارة "تسلا" الكهربائية، ومد المنظمات الإنسانية بالإنترنت الذي قطعته إسرائيل من خلال شركته "سبيس إكس"، علّق على تغريدة بشكل غير مألوف لدى واشنطن، وهو ما دفع البيت الأبيض إلى التدخل، حين أدانها بأشد العبارات، واصفًا إياها بـ"الترويج البغيض لمعاداة السامية والكراهية العرقية، على نحو يناقض القيم الأساسية للأميركيين".
حرب جديدة ضد ماسك بسبب موقفه من غزة
وماسك الذي لم يحجب التغريدات المتعاطفة والكاشفة للمجازر التي تشهدها غزة على يد القوات الإسرائيلية، كما فعلت منصات أخرى.
ولهذا أصبح محاربًا من قبل شركات أوقفت إعلاناتها على منصته، ومنها "أبل" و"ديزني للترفيه" و"وورنر برذرز ديسكفري" المجموعة الأم لـ "سي إن إن"، و"كومكاست" التي تتبعها قنوات "إن بي سي".
وشملت قائمة المقاطعين لمنصة "إكس"، كلًا من "أوراكل" و"آي بي إم" وربما ستلحقهما "أمازون" و"غوغل"، بعد أن تلقت هذه الشركات وغيرها دعوة من ائتلاف يضم 136 من القادة والناشطين والأكاديميين اليهود الذين يمثلون الحزبين الديمقراطي والجمهوري، تؤكد على ضرورة اتخاذ موقف حيال منصة إيلون ماسك البالغ من العمر 52 عامًا.
وفي غمرة العدوان الإسرائيلي على غزة، يجد ماسك نفسه في صدام مع كبرى وسائل الإعلام التقليدية الغربية، ومع الساسة في الولايات المتحدة وإسرائيل، في معركة سيكون لها انعكاسات لاحقًا.
