الأحد 3 نوفمبر / November 2024

دور باتروشيف في اغتيال بريغوجين.. موسكو تتحدث عن قصة خيالية

دور باتروشيف في اغتيال بريغوجين.. موسكو تتحدث عن قصة خيالية

شارك القصة

قتل بريغوجين في تحطم طائرته الخاصة في اغسطس الماضي
قتل بريغوجين في تحطم طائرته الخاصة في أغسطس الماضي- رويترز
استندت الصحيفة الأميركية إلى تصريحات مسؤولين في أجهزة مخابرات غربية وضابط سابق من المخابرات الروسية، قالوا إنّ طائرة بريغوجين أُسقطت بوضع قنبلة تحت أحد جناحيها.

اتهم الكرملين اليوم الجمعة صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بنشر "قصص خيالية" بعد أن نشرت مزاعم عن أنّ رئيس مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف دبّر عملية اغتيال قائد مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين في أغسطس/ آب الماضي.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إنه اطلع على القصة لكنّه لن يعلق عليها، مضيفًا: "للأسف أصبحت وول ستريت جورنال مولعة بإنتاج قصص الخيال الرخيصة".

واستندت الصحيفة الأميركية في تقريرها إلى تصريحات مسؤولين في أجهزة مخابرات غربية وضابط سابق من المخابرات الروسية، قالوا إنّ طائرة بريغوجين الخاصة أُسقطت بوضع قنبلة صغيرة تحت أحد جناحيها.

وأضاف المسؤولون أنّ بريغوجين انتظر على متن طائرته الخاصة حتى انتهاء فحص السلامة، دون أن يلاحظ أحد داخل المقصورة أنّ العبوة الناسفة الصغيرة انزلقت تحت الجناح. وعندما غادرت الطائرة، ارتفعت لمدة 30 دقيقة تقريبًا إلى نحو 28 ألف قدم، قبل أن ينفجر جناحها ما أدى إلى تحطّمها، ومقتل الأشخاص العشرة الذين كانوا على متنها، ومن بينهم بريغوجين.

ونقلت الصحيفة عن المسؤولين قولهم إنّ إعداد عملية اغتيال بريغوجين استغرق شهرين، ووافق عليها باتروشيف.

نيكولاي باتروشيف أحد أكثر المتشدّدين النافذين في الحلقة الأقرب من مستشاري ومساعدي بوتين
نيكولاي باتروشيف أحد أكثر المتشدّدين النافذين في الحلقة الأقرب من مستشاري ومساعدي بوتين- رويترز

وباتروشيف (72 عامًا) هو الرئيس السابق لجهاز الأمن الاتحادي، ويشغل حاليًا منصب سكرتير مجلس الأمن الروسي. ويُعتبر أحد أكثر المتشدّدين النافذين في الحلقة الأقرب من مستشاري ومساعدي بوتين.

"كان لا بدّ من إزاحته"

وذكرت "وول ستريت جورنال" أنّه على الرغم من نفي الكرملين أي دور له في قتل بريغوجين، إلا أنّ مسؤولًا فيه قال بعد ساعات من الحادثة لأحد الأوروبيين المشاركين في جمع المعلومات الاستخبارية، والذي حافظ على قناة اتصال خلفية مع الكرملين: "كان لا بدّ من إزاحته".

وكان بريغوجين على خلاف مع المؤسسة الدفاعية الرسمية في روسيا بسبب الحرب على أوكرانيا، وتفاقم ذلك ليصل إلى حد التمرد في أواخر يونيو/ حزيران الماضي، قبل أن يُنهي تمرّده عبر اتفاق بوساطة بيلاروسية.

وبعد الاتفاق، سافر بريغوجين إلى إفريقيا للاطلاع على عملياته هناك، كما سُمح له أيضًا بمواصلة العمل في سانت بطرسبرغ وفي كل أنحاء روسيا.

لكنّ ماكسيم شوغالي، الذي عمل لمصلحة بريغوجين في أحد مراكز الأبحاث، أكد للصحيفة أنّ بريغوجين "كان حذرًا".

وفي السياق ذاته، قال المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية موات لارسن للصحيفة، إنّ بريغوجين "ربما بدا حرًا، لكنّه كان في الواقع مراقبًا عن كثب".

بوتين لم يعترض على خطة اغتيال بريغوجين

إلى ذلك، قال ضابط الاستخبارات الروسي السابق للصحيفة إنّه في بداية أغسطس وبينما كان معظم سكان موسكو في إجازة، أصدر باتروشيف من مكتبه في وسط موسكو، أوامر لمساعده بالمضي قدمًا في تشكيل عملية للتخلّص من بريغوجين.

بينما قالت وكالات استخبارات غربية إنّ بوتين اطلع على خطط اغتيال بريغوجين في وقت لاحق، ولم يعترض.

وقال مسؤولون في الاستخبارات الغربية للصحيفة، إنّه في أعقاب جولته عبر إفريقيا، كان بريغوجين ينتظر في مطار موسكو انتهاء مفتشي السلامة من فحص طائرته الخاصة. وخلال هذا التأخير وُضعت قنبلة صغيرة تحت الجناح.

ووفق مقاطع الفيديو التي تداولها الشهود لانفجار الطائرة بعد نحو نصف ساعة من إقلاعها، أظهرت سقوط طائرة ذات جناح منفصل من السماء.

وسبق أن رفض الكرملين أي إشارة إلى أنّ بريغوجين قُتل بأوامر من بوتين، ووصف ذلك بأنّه "محض كذب".

لكن في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ألمح بوتين إلى أنّ تحطم الطائرة وقع بسبب انفجار عبوات ناسفة داخلها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، ترجمات
Close